الذكرى الـ35 للوحدة اليمنية...عهد جديد من الأمل والتحديات

في مثل هذا اليوم، الـ22 من مايو 1990م، كانت أنظار الشعب اليمني في شمال الوطن وجنوبه تتجه صواب مدينة عدن العاصمة الاقتصادية والتجارية للجمهورية اليمنية، وتتابع اللحظات التاريخية الأولى لتحقيق الوحدة اليمنية التي دشنها الزعيم القائد علي عبدالله صالح وأخيه المناضل علي سالم البيض برفع علم الوحدة اليمنية في سماء العاصمة الاقتصادية والتجارية عدن، إيذاناً ببداية عهد وحدوي وديمقراطي وتنموي جديد للجمهورية اليمنية، وإنهاء مرحلة التشطير والتمزيق.

لقد شكلت الوحدة اليمنية محطة تاريخية فارقة في مسيرة اليمن الحديث، حيث توحد شطرا الوطن بعد عقود من الانقسام، ليعلَن ميلاد الجمهورية اليمنية ككيان واحد يجمع أبناء الوطن تحت راية واحدة ودستور موحد. وكانت هذه الخطوة تجسيداً لحلم طالما راود اليمنيين على امتداد الأجيال، وإرادة سياسية شجاعة من القيادتين في شمال الوطن وجنوبه.

وبالرغم من التحديات التي واجهت الوحدة منذ لحظاتها الأولى، سواء على المستوى السياسي أو الاقتصادي أو الاجتماعي، فإنها مثلت مشروعاً وطنياً جامعاً يسعى إلى بناء دولة المؤسسات والقانون، وتحقيق التنمية الشاملة، وترسيخ مبادئ الديمقراطية والتعددية السياسية.

في الذكرى الخامسة والثلاثين لهذه المناسبة العظيمة، يقف اليمنيون اليوم بين مشاعر الفخر بتلك اللحظة التاريخية، والحنين إلى ما حققته وما حملته من آمال عريضة، وبين تطلع إلى مستقبل يعيد للوحدة معناها الحقيقي، بعيداً عن الصراعات والانقسامات، ويحقق للشعب اليمني ما يصبو إليه من أمن واستقرار وتقدم وازدهار.

لقد أثبت التاريخ أن الوحدة اليمنية ليست فقط اتفاقاً سياسياً، بل مشروع حضاري وإنساني يحتاج إلى الحفاظ عليه وتعزيزه عبر الحوار والوفاق الوطني والعدالة والمواطنة المتساوية. واليوم وبعد مع مرور خمسة وثلاثين عاماً، تبقى الوحدة اليمنية خياراً وطنياً لا رجعة عنه، وأساساً متين لبناء وطن يسوده الأمن والسلام والتنمية المستدامة.