القلم مسؤولية مثل حمل البندقية

عدتَ ولتكن عودةِ طيبة ومستحدثه لفكري التعبيري واللغوي مجدداً واستناداً لذلك احببت إستحدث وأياكم محبي واخواني القراء قولاً يكاد يصبح أكثر خطورة بمجتمعنا ان ظل يمارس بغير مكانه وحرص من قبل بعض الزملاء المثقفين والكتاب الاعلاميين لانقول شيء ولكن قد تخطى بعض الأفكار أحياناً بس هذا لايدل على مهنية الحرية إذا ماكان بوصفي استعباد للدور، لهذا فقد قيل القلم مسؤولية مثل حمل البندقية فالقلم سلاح لا يدرك هامته إلا من ادرك استخدامه، فهو لا يقل فتكًا أو تأثيرًا عن البندقية، بل قد يفوقها في الأثر الباقي والتغيير العميق. إن مقولة "القلم مسؤولية مثل حمل البندقية" ليست مجرد تشبيه أدبي بليغ، بل هي حقيقة تضع الكاتب والمثقف والناشر أمام حجم الأمانة الملقاة على عاتقه. فالبندقية تؤثر على فرد أو مجموعة محدودة وفي زمن محدد، أما القلم، إذا أُحسن استخدامه، يمكن أن يُحدث ثورة فكرية، يشعل نور المعرفة في أمة بأكملها، أو على النقيض تمامًا، قد ينشر سموم الجهل والفتنة لتظل عقودًا طويلة.

فخطورة الكلمة وسلطتها تكمن بخطورة القلم في سلطته على العقول والقلوب. فأن كانت البندقية تهدد الجسد، فٱلقلم يصيب الروح والفكر. فقد لاتعي مقصدي من قولي ذاك لكني سأعمل لتقريب الفكر المقصود لأقرب مكانة، فمقصدي ذلك القول ان الكلمة المكتوبة قادرة على تشكيل الرأي العام، وتغيير المعتقدات الراسخة، وتحريك الجماهير نحو أهداف نبيلة أو مدمرة. فالمؤرخون يكتبون التاريخ، والكتّاب يضعون أسس الفكر والفلسفة، والشعراء يصوغون وجدان الأمة. فكل حرف يخطه القلم هو بمثابة رصاصة فكرية؛ إما أن تكون رصاصة رحمة وبناء، أو رصاصة تخلف وهدم.

فعندما يكتب شخص ما، فإنه يمارس قوة هائلة تستوجب الصدق والنزاهة والتحقق، تمامًا كما يستوجب حمل السلاح التدريب والانضباط الأخلاقي. والأمانة والالتزام للمسؤولية التي يحملها القلم لتفرض على حامله عدة التزامات جوهرية. أولها هو الالتزام بالحقيقة. يجب على الكاتب أن يكون باحثًا عن الحقيقة وناطقًا بها، حتى لو كانت قاسية أو مخالفة للتيار. ثانيًا، الالتزام الأخلاقي. فالقلم يجب أن يكون أداة للبناء لا للهدم، للدفاع عن العدل لا لتبرير الظلم. لا ينبغي استخدامه لإثارة الكراهية، او لتزييف الوعي، أو لتبرير الفساد تحت أي مسمى. فعندما يهمل الكاتب هذه الأمانة، فإنه يحول قلمه إلى سلاح عابث يطلق النار عشوائيًا، مُحدثًا فوضى لا يُحمد عقباها في النسيج الاجتماعي والفكري.

لهذا الفرق بين البناء والتدمير، إذا كانت البندقية تهدف إلى إنهاء حياة أو إخضاع إرادة بالقوة، فإن القلم يجب أن يهدف إلى إحياء العقول وتغذية الأرواح بالمعرفة والأمل. فالقلم البنّاء هو الذي يقدم الحلول، ليفتح آفاق النقاش، ويحتضن التنوع، ويدافع عن المستضعفين.إنه القلم الذي يستلهم من التاريخ دروسه ليرسم للمستقبل خطوطه العريضة. أما القلم الهدّام، فهو الذي يزرع الشقاق، وينشر الإشاعات، ويحتكر الرؤية. إن تأثير هذا الأخير قد يكون أكثر خبثًا من طلقة البندقية؛ لأنه يترك ندوبًا غير مرئية في ضمير المجتمع يصعب علاجها.

ختاماً ولكي لأطيل عليكم، إن القلم أداة قوة جبارة، لا يصح أن تُعطى إلا لمن أدرك حجم مسؤوليتها. يجب أن يظل حامله مستيقظ الضمير، مُدركًا أن كل كلمة يكتبها ستُحسب عليه في ميزان الأثر، سواء كان بناءً أو دمارًا. لنكن جميعًا حراسًا لهذه الأمانة، مُستخدمين أقلامنا كسلاح للحكمة والعدل والحقيقة، لا كأداة للعبث والتدمير.