العيش في الظلام

بقلم: حسين السليماني الحنشي 

وكأنه كتب على الشعوب المقهورة العيش في الظلام ، فأين هي الشعوب مما يقع عليها...؟

إن الشعوب تدفع التكاليف من قبل المناضلين بحجم الوطن للأسف الشديد، الذي لم يبقوا للوطن شيء، فهم لايؤمنون بتعدد الحزبية والرأي الاخر، ولا يعرفون الحضارات والثقافات التي قامت على الحريات، ويعتبرونها في خبر كان، أنهم يدعون الشعب إلى نعيم التنمية، والحياة السعيدة، وهم عاجزون عن إشباع فقير واحد، فما بالك بإصلاح المؤسسات...

إن أوطاننا ملئة بالمتسولين والباحثين في أكوام القمامة عن لقمة عيش يسدون بها جوعهم، فأي نهج ينتهجون وأي ثقافة ينتمون، لقد طال بهم الظن حتى تطاولوا على الجميع، ولم يصل إلى مستواهم في مخيلة عقولهم أحد ، بل لا تصلح الحياة والقيادة إلا لهم، فهم يتركون العقلانية، ويتمسكون بالغش وصناعة الكذب والكذابين. 

لقد ابتلينا بقيادات لاتقاس إلا بالوطن، وهذا ما جعلنا في ذيل القائمة للشعوب، لا ابتكار ولا تجديد، الذي يدفع عنا الجهل ويكسر قيودة، ويخفف عنا من وطأتها، فلا تجد الأمل عند أغلب أبناء البلاد في النهضة ...

إن الاستبداد وتقديس الأشخاص والتطبيل للقيادات وتنزيهم عن الأخطاء وتعظيمهم أكثر من الشعب والوطن؛ هو السبب الرئيسي وراء تخلفنا عن باقي الدول.

إن عدم القبول والقدرة على التعايش مع الآخرين والقبول بهم والانفتاح على من يمارس العمل الجماهيري، لا بل ، تم أنشأ محاكم التفتيش ، وإطلاق الاتهامات بالتخوين والقمع والتشريد للمعارضين والناقدين للأوضاع و الرافضين للاخطاء التي يرونها والتصرفات القاتله للشعب .

بل وصل الأمر باستهداف الكوادر التي يستفاد منها، واستبعاد الكفاءات من مناصب الدوله المدنيه والعسكرية والأمنية، وتسليمها للفاشلين مما زاد الظلام...

إن ممارسة العنصرية بشكل غبي ومفضوح، قد فكلك الروابط ومزق النسيج الاجتماعي للشعب.

إن خلق المعادين الوهميين للشعب، وإعلان الحروب عليهم وإهدار الطاقات واشغال الشعب بتلك الأعداء الوهميبن والحروب العبثية قد أجلت التطور المنشود، واستبدلت به النهب والسلب ومصادرة أموال وممتلكات الشعب، مما جعل قوافل من الشعب، مشردة في أصقاع الأرض لا وطن ولا هويه ولا كرامة، وجعلت من باقي الشعب في ظلام مع سجناء يبحثون فيه عن الخبز والماء والكهرباء والدواء ، ذلك السجن هو الوطن الذي يتمنى الكل الخروج منه.