التصنيف الأدبي في شعر المناضل فضل ناصر مكوع
يمثّل شعر البرفيسور المناضل فضل ناصر مكوع العلوي ظاهرة أدبية فريدة لها خاصية فنية على صفحات الشعر العربي والشعبي معاً ، لذا تراه يحرث أرضاً خصبة ويضع بذوراً سليمة نقية لصور بلاغية ومفردات عذبة تمخض عنها شعراً كلاسيكياً مستوف الشروط ، فعند الحديث عن البرفيسور فضل ناصر فإننا نتحدث عن معقل من معاقل اللغة والأدب والنضال السلمي الشريف وعن حصن مُنيف من المعرفة والثقافة والسياسة والقيادة والأخلاق لذا يجب أن يُنصف.
حار موقف جهابذة اللغة ونقاد الأدب في تحديد الإنتماء الحقيقي لشعر فضل مكوع ، حيث نسبوه إلى مدرسة أدبية مجددة مع رغبة عند كثير منهم في تصنيفه من ضمن الشعراء الأوائل المجددين ، والميل الجامح إلى أن شعره ينتمي إلى كل المدارس نظراً لما يشكله من تنوّع في مضمون أعماله والوانه ومداميك القصيدة العروضية وصورها وتفعيلاتها كل هذا جعله مجدد ومن الشعراء المُميزين في مجال الحداثة الشعرية.
مع لفت النظر إلى أن الشاعر فضل ناصر مكوع قيادي وسياسي وثقافي وكاتب صحفي محنك تخضرم بين جيلين أدبيين الذي من الممكن أن نطلق عليها مرحلة الشعر الحر امتداداً لاشعار عبدالعزيز المقالح وعبدالله البردوني.
وهذا يعني أن شعر فضل مكوع يحمل عصر الحداثة بكل مقومات العصر الأدبي على الأصعدة كافة ، ويتّسم كذلك بمميّزات مذاهب الأدب العربي على شاكلة الكلاسيكية والرومانسية وغيرها ، على اعتبار أن نازك الملائكة وبدر شاكر السياب وغيرهم من أهم روّاد تلك الحقبة المُنصرمة التي توافقت مع خمسينيات القرن الماضي.
لقد أربك الشاعر المناضل فضل مكوع نقّاد الحداثة وعقد قران مع الشعر واللغة والأدب ، كما ظل كذلك متمسكاً في شعره بالتراث الريفي وبأصالته رغم مدنيته التي يعيشها الأن ، أما عن الصور الشعرية فهي مبنيّة عنده على الخيال ضاربة بعمق وبطرق وأساليب جديدة للمتذوق ، أضافة إلى الجمالية الأسلوبية البالغة السمو لدى شاعرنا الكبير متذوّق الفن والجمال والإبداع التي تخفي بين قوافيها ثمة سحر وعواطف جياشة وبيان.
وفي الأخير نصل إلى أن شهرة البرفيسور فضل ناصر مكوع قد تخطت حدود الأرض اليمنية شاعراً واديباً ومثقفاً وسياسياً وقائداً اكاديمياً وصحفياً وأستاذاً ماهراً ومناضلاً شريف ، مماجعل هالة الحداثة والصبغة الشعرية الأدبية تنصبف عليه دون سواه ، إلى جانب كونه مُصلحاً إجتماعياً واعياً ، ومدافعاً عن القضية الفلسطينية في كتاباته وأشعاره ، فلايعرف الفضل لذوي الفضل إلا أهل الفضل ، والناس لايرمون بالأحجار إلا مُثمر الأشجار.