إدارة بلمسة إنسانية.. سالم بارميل يغرس الأمل في بروم ميفع

إذا كانت الطيور تحلق في الفضاء بجناحيها، فإن بعض البشر يحلقون في سماء الإنجاز بجناحي الفكر والإرادة وفي مديرية بروم ميفع، حيث تتشابك التضاريس الجغرافية مع تعقيدات الحاجة الإنسانية، يبرز اسم سالم أحمد بارميل كقصيدة مكتوبة بمداد العطاء، وكفلسفة عملية تثبت أن الجمال ليس في المظاهر فقط، بل في تحويل الواجب إلى فن، والمسؤولية إلى إبداع.

في عصر يختزل القيادة في الجدية الصارمة، يأتي سالم بارميل ليذكرنا بأن الابتسامة ليست ضعفاً، بل قوة نادرة فبين ضجيج المكاتب وروتينية الأوراق، يزرع هذا القائد بذور الأمل بضحكة دافئة، وكأنه يقول للعالم "الإدارة لا تُبنى بالخشونة وحدها، بل بلمسة الإنسان الذي يعرف أن الحياة تحتاج إلى روح مرحة" هنا، يصبح الجمال أسلوب حكم، والتواضع استراتيجية قيادة، والمرح فلسفة مقاومة ضد جمود الأنظمة.

يقول الفلاسفة إن العدالة تجريدية، لكن بارميل حوّلها إلى جمال مادي يلمسه كل مواطن فلم يكتفِ بتوصيل الخدمات الصحية إلى المراكز الحضرية، بل جعل من العيادة المتنقلة قصيدة تنزل من الجبال إلى الأودية، كأنها نداء إنساني "لا أحد يُترك خلف الركب" في هذا الفعل، نرى تجلياً لفلسفة العناية، لكنها هنا مجردة من الأسطورة، وملبسة بثوب الإدارة الواعية.

الرؤية كفن مستقبلي.. حين يتحول المركز الصحي إلى لوحة..

ما فعله بارميل في مراكز الأمومة والصحة ليس مجرد تطوير إداري، بل هو إعادة تعريف للفضاء العام كموقع جمالي فبإدخال الكفاءات الطبية، وتأهيل البنية التحتية، حوّل هذه المراكز من أماكن وظيفية إلى واحات أمان وكما يقول هايدغر: "العمارة هي فن إسكان الروح"، فإن بارميل جعل من العيادات بيوتاً للشفاء لا للانتظار.

في زمن انفصال النخب عن الشعوب، أعاد بارميل تعريف العلاقة بين القائد والمحكوم، ليس كطرفين في معادلة سلطة، بل كشركاء في قصيدة الجماعة تعاونه مع المنظمات والمؤسسات لم يكن تكتيكاً إدارياً فحسب، بل إيماناً بأن الجمال الحقيقي هو ذلك الذي يُصنع بالتشارك هنا نستحضر مفهوم "جان جاك روسو" عن الإرادة العامة، لكن بارميل جعلها إرادة عملية ملموسة.

لا يمكن اختزال مسيرة سالم أحمد بارميل في سلسلة إنجازات، بل هي ضرب من الشعر الوجودي، حيث تتحول الإدارة إلى فعل جمالي، والخدمة إلى طقس إنساني إنه يذكرنا بأن أعظم الفلسفات ليست تلك المكتوبة في الكتب، بل المعاشة في تفاصيل حياة الناس.

 القائد الحقيقي هو من يكتب سيرته بمداد الخدمة،  

 ويترك سطورها تُقرأ على وجوه الشاكرين.