آفة التطبيل المستميت,وفن التملـــق لأجل الفساد..
من الطبيعي جداً أن نثني على شخص نحبه صدقاً لذاته لا لما عنده أو لما فيه من مصلحة شخصية لنا..!!
ومن المعقول أيضاً أن نعجب بطرح إنسان ما فنمدحه في حدود ما يستحقه من ثناء وشكر وتقدير..!! ولكن ما نراه في زماننا اليوم مهين جداً, وفيه من الابتذال والخنوع الذي لا يمكن بأي حال من الأحوال أن يبرر بمحبة أو إعجاب..!!وكل ذلك لتحقيق غاية شخصية دون اعتبار لمن تضرر ومن سيتضرر..!
فهناك علاقات مباشرة بين زيادة التطبيل والانغماس في النفاق لأجل الفساد،فكلما بدت أنغام الفرقة التطبيلية متآلفة, ويؤدي الفرد المطبل دوره بإتقان,كلما كان الفاسد الذي يدافع عنه ذلك المطبل مُنغمس بشكل عميق في فساده الوبائي,, وفي الاتجاه الآخر كلما اظهر المطبلين عدم تآلفهم او ظهور نشاز تطبيلهم وتناقض بعض تملقهم ومدحهم الكاذب،حتما سيكشف عن الاختلافات التي نجمت عن ذلك إما بسبب قلة الخبره في فن التطبيل ,أو لعدم استلامهم مسبقاً لثمن تطبيلهم بسبب تكاسل ذلك الفاسد عن دفع مستحقاتهم, وبين هذا وذاك فالمحصلة النهائية لأي عملية تطبيل وتملق ونفاق مرضي للفساد ,وأي دفاع مستميت عن الفاسدين، لابد أن يُبالغ فيه المطبلون إما لتسليك فسادهم أو لإبعاد شبهات الفساد عنهم، أو لإثارة الغبار حولهم بهدف إخفاء فسادهم عن عامة الناس،
فقد أثبتت جهود محاربة الفساد فشل سقوط آلية التطبيل لتغطية الفساد الإداري والمالي؛،ونجاح فلسفة التطبيل والتي أدت إلى حدوث حالة من الكآبة لمشاعر الناس الصامتين الذين يسمعون كل يوم أصواتا نشاز تمجد عطايا ومنجزات أولئك الفسده
والحقيقة المره إن معظم المطبلون المتملقون لا يهمهم وطن ولا مواطن ,بقدر ما تهمهم مصلحتهم, فتجدهم يغردون بكلام بعيد عن الحق ,سائرون من خلاله في طريق الشرّ ...وكلهم للنفاق بائعون.
يجب على كل منافق ومطبل للفساد أن يتقي الله في نفسه كونه جزءًا لا يتجزأ من أسباب التراجع وتكدس المشاكل في مجتمعنا، وبلدنا، وأماكن أكل عيشنا للأسف, عليكم بقول كلمة الحق, وتجنبوا التطبيل والنفاق والكذب وكتمان الحق وقول الزور والخداع واتساع الذمة والتدليس والمجاملة والمديح الكاذب والملفق واللعب على الحبلين,, فطبيعة السادة أصحاب القرار لا يحبون الكلام الصادق... ولا يطيقون الحقيقة مطلقاً,
ختاما : من يريد الصالح العام وخير الناس ووجه الله، يستوى عند المديح والهجاء, ومن نظر في عيوب الناس فأنكرها، ثم رضيها لنفسه، فذلك المنافق بعينه.....
والله من وراء القصد....