"ننام جوعى… ونحلم برغيف!"
بقلم: صفاء المليح
في زمنٍ صار الخبز فيه حلمًا…
نغلق أعيننا لعلّ النوم يُسكِت جوعنا،
نضم أطفالنا إلى صدور خاوية، ونكتم أنين بطونهم بدعاءٍ يائس: "اللهم ارزقنا"…
صرنا نحسب الأيام بعدد الأرغفة المفقودة،
ونقيس كرامتنا بعدد المرات التي اضطررنا فيها لطرق الأبواب.
نخجل أن نقول إننا جياع…
لكن الجوع بات أوضح من كل شيء في ملامحنا، في صمتنا، في أجساد أطفالنا التي ذبلت من قسوة الحياة.
لم نعد نطلب من الدنيا شيئًا كبيرًا…
نحن فقط نريد كيس دقيق، رغيف خبز، وقليلًا من الرحمة.
تعبنا من الصبر،
تعبنا من وعود الساسة،
تعبنا من أن نكون وحدنا في المعركة…
نحارب الفقر، ونسكت الجوع، ونتظاهر بالقوة، ونحن من الداخل منهارون.
في بيوتنا، تُخبّئ الأمهات دموعهن خلف أبواب المطبخ…
يُطفئن الغاز لأن لا طعام فيه،
ويُشعلن كلمات الكذب البيضاء لأطفالهن: "اصبروا… قريبًا نأكل"،
لكن لا شيء يأتي…
الوقت يمرّ، والجوع لا يرحم.
فإلى أصحاب القلوب الحيّة…
إلى من لا تزال الرحمة تنبض في صدورهم…
مدّوا أيديكم إلينا، لا صدقة، بل إنقاذًا، لا منّة بل رحمة.
ربما ما في جيبك ليس كثيرًا،
لكنه عندنا حياة…
لقمة تنقذ طفلًا، كيس دقيق يُحيي أسرة، يد حانية تمسح دمعة أم.
نحن لا نبالغ… نحن نموت فعلاً، ولكن بصمت.