فتح الطرقات مع العدو الحوثي.. فخ قاتل تحت شعار الإنسانية .! 

في خطوة مأساوية وجرس انذار وعبره لمن لم يعتبر من أبناء الجنوب تعيد إلى الأذهان لنا تاريخ أسود لهذه المليشيات الحوثية الرافضية الحافل بالغدر والخيانة ونقض المواثيق، شهدت محافظة الضالع مساء أمس مثالًا صارخًا على عدم جدوى أي محاولات للسلام أو فتح ممرات إنسانية مع جماعة إرهابية لا عهد لها ولا دين ولا ميثاق والذي سبق وحذرنا منه مراراً وتكراراً.

فبعد ساعات قليلة فقط من تدشين رسمي لفتح الطريق الدولي الرابط بين العاصمة عدن والعاصمة اليمنية صنعاء، لأسباب إنسانية تهدف للتخفيف من معاناة المواطنين، أقدمت ميليشيا الحوثي الإيرانية على تنفيذ هجوم إرهابي غادر على مواقع القوات المسلحة الجنوبية في قطاع غلق شمالي الضالع.

ورغم هذا الهجوم المباغت، تصدت قواتنا المسلحة الجنوبية البطلة ببسالة وشجاعة فائقة، مكبدة العدو خسائر كبيرة في الأرواح والعتاد، إلا أن كلفة هذا الغدر كانت استشهاد ثلاثة من أبطالنا وجرح عدد آخر نسأل الله لهم الشفاء العاجل، ولشهدائنا الرحمة والمغفرة.

دروس من الضالع المجد.. لمن لا يزال يراهن على نوايا الحوثي والشماليين بكل أطيافهم ... ما حدث يجب أن يكون درس وجرس إنذار لكل من لا يزال عقله مثقوب من الجنوبيين أو يدعو لفتح الطرقات الحدودية دون ضمانات صارمة تلزم هذه المليشيات الاحتلالية..
أن العدو الحوثي الإرهابي لا يرى في هذه الخطوات فرصة للسلام أو خدمة للناس، بل وسيلة لاختراق الجبهات وتحقيق مكاسب عسكرية وأمنية. وهذه ليست المرة الأولى، ولن تكون الأخيرة، التي يستغل فيها الحوثي مساعي السلام لتحقيق مآربه العدوانية.

في ظل هذه التطورات، أننا نوجه نداءً ورسالة نصيحة وتوعية لمن يستوعب إلى كل من ينادي بفتح طريق عقبة ثره الحدودية بمحافظة أبين. فلتعلموا أن هذا الطريق أخطر بكثير من طريق الضالع، وتفكيك الألغام فيه لم يتم، ولم تبادر المليشيات بأي خطوة تؤكد حسن النية. فهل يعقل أن نغامر بأرواح الناس وجنودنا من أجل فتحة لا تحمل أي ضمانات أمنية أو إنسانية؟!

إن الترتيبات التي سبقت فتح طريق الضالع كانت أكثر من كافية من حيث الحضور القيادي والتنسيق، ومع ذلك حصل ما حصل. فكيف سيكون الحال مع طريق عقبة ثره الأكثر وعورة وخطورة وتربصًا ؟!

 نحن ما زلنا في حالة حرب مفتوحة ومعركة مع مليشيا الحوثي الإيرانية، والحديث عن فتح طرقات في ظل استمرار احتلالهم لأراضٍي جنوبية كمديرية مكيراس في أبين هو تجاهل صارخ لحقيقة المعركة.

إن الحل الوحيد هو التحرير الكامل لما تبقى، لا الهدن المؤقتة، ولا المنافذ الملغومة. من يريد السلام عليه أن يدرك أولًا أن الحوثي لا يؤمن به، ولا يعرف له طريقًا.

لا للاستعجال.. نعم للحذر والتعقل.. فالجنوب اليوم لا يتحمل أخطاء ناتجة عن حسن نية غير محسوب، والواجب يحتم علينا التحلي بالحكمة والصلابة، وعدم تقديم أية تنازلات مجانية تحت شعار المعاناة الإنسانية، التي لا تعني شيئًا عند عدو لا يهمه الإنسان ولا الوطن .. وما هيا إلا اهداف خبيثة وفخ قاتل منه!.

الضالع صامدة ومقبرة لهم... وعقبة ثره عصيّة عليهم... وقواتنا المسلحة الجنوبية بالمرصاد لهم باذن الله.

رحم الله شهداءنا الأبرار... والشفاء للجرحى.
وتحياتي لكل من يستوعب ما ذكر ..