غلطة العمر
بقلم/ حسين السليماني الحنشي
اختلفت الآراء حول مشكلة حدثت بين الغربان ، كانت تلك المشكلة عن الديمقراطية والتبادل السلمي للسلطة، فسمع بها الثعالب فتدخل أكبر الثعالب وقد أظهر رحمته وحنانه بين الغربان.
فقال: لكل مشكلة حل، ومهما كبرت سوف نحلها، ولايصح العرف والمنطق السليم أن نرَ الصفوة المعتمدة قد سقطت مثل العامة إلى ساحة الإقتتال...
فجمع الثعلب بين الفرقاء وأخذ من كل واحد منهم طحين أولاده الذي بين يديه، وأخذ منهم أيضاً البقر، ثم أمرهم أن يجمعوا له هذا الطحين مع حليب البقرة وجبنتها وسمنها، ثم أمرهم أن يطبخونه على نار هادئة ثم يأتون به إليه دون المساس به،
ففعلوا ما قال لهم الثعلب الكبير!
ثم وضعوه بين يدي الثعلب، في مشهد تاريخي وإنساني عظيم، ذرفت الدموع من هذا المشهد الإنساني...
جمع الثعلب الجميع حوله ووضع الكعكة على مائدة المفاوضات...
ثم قال: الأمر سهل، نقسمها بالتساوي، صفق الجميع دون توقف، كان المشهد مؤثر جدا جدا.
بعدها قسم الكعكة إلى نصفين، وكان النصف الأول أكبر من النصف الثاني.
فقال: لقد ارتكبت خطأ كبير، لابد من أخذ الزائد حتى تتساوى قطع الكعكة، فصفق الجميع دون توقف، لازال المشهد إنساني؛ لأن الجميع يريد الصلح!
بعدها أخذ الثعلب يأكل من النصف الأكبر حتى يتساوى مع النصف الآخر، لكنه أدرك والجميع يشاهد تلك المفاوضات على الهواء مباشرة.
أخذ الثعلب أكثر من المطلوب من النصف الأول الذي أعلن أنه سيضيفه إلى النصف الثاني...
توقف الثعلب، وقال: لقد أخذنا أكثر من المطلوب من الشق الآخر، لابد من التساوي بينهما، فصفق الجميع دون توقف...
بعدها أخذ يأكل من النصف الثاني، والجميع يشاهده، وكان يأكل منه حتى يتساوى من النصف الآخر، فنقص الحجم، فاصبح أقل من الاخر وهكذا حتى التهم الصحن كله...
بعدها خرج الجميع من قاعة المؤتمرات، للإستراحة في بعض الفنادق التي أعدت لاستقبال الفرقاء...
وضع الثعلب كل واحد من المتخاصمين في غرفة منفردة، وأشعره أنه إلى جانبه، فطلب من الجميع، مواصلة الجهود المبذولة لتحقيق السلام عبر المفاوضات...
طلب الجميع من الثعلب تمديد فترة المفاوضات، *والعجيب في المفاوضات الآن ، هو على ماذا نتفاوض وقد أكلت الكعكة،* كان الثعلب من ثعالب الصحراء لم يتعلم الهندسة والقانون، بل ورثهما أباً عن جد!
هنا أدركت الغربان، بأن مشاكلها لا تحلها الثعالب.!!!