تعدد مناسباتنا ـ سعادة أم تعاسة ؟!

بقلم: حسين السليماني الحنشي


في بلادي كثيرة هي المناسبات الاجتماعية وكذا المناسبات الوطنية؛ فنحن نعيش تقريباً أغلب اللحظات في حياتنا اليومية مع قيادتنا... مناسبات عديدة منها، بالنسبة لنا كمواطنين منا من يفرح بنزول الراتب بعد انقطاع دام أشهر عديدة والجميع في إنتظاره...
والاخر يفرح بتعبئة أسطوانة البوتاجاز، بعد الخروج من طوابير طويلة، نتيجة أنقطاعه لعدة أيام أو أسابيع، ولهذا تكون السعادة لا توصف...
والآخر يحتفل بشراء كيس دقيق أو كيس أرز ... ويحتفل الآخر بتعبئة البنزين لسيارته، وهؤلاء يحتفلون بأول بئراً للماء في منطقتهم، وهناك من يحتفلون بوصول الماء إليهم ، وكذا الفرحة موصولة بأن الماء في بعض الأحياء السكنية قد وصل ولمدة ساعة ونصف، أو أتى في ساعات متأخرة من الليل، فيقوم الأبناء مع والديهم يحتفلون(بتعبئة الماء) حتى أنك ترى في الصباح الباكر الفرحة على وجوههم... أيضاً لاننسى الإحتفال المستمر بالكهرباء عندما تأتي تسمع صيحات التكبير والتهليل من المنازل على مدار الساعة طرباً وفرحا بها...
وهناك مناسبات لا تقل أهمية عنها حينما يأتي دورك بعد التسجيل في المستشفيات الخيرية، وقد يكون هذا الإنتظار لشهور، وأنت تعاني من الآلام المصاحبة للمرض الذي طال إنتظار دورك بشق الأنفس ، كيف لا تكون سعادة وأنت تعاني من الآلام ؟ كيف لا تفرح وأنت ستتعالج بالمجان ولأول مرة في بلدك!!
كيف لا تفرح وأنت فقير لاتستطيع شراء علبة دواء...؟!
كيف لا تفرح وقد استسلمت للمرض وظننت أنك لن تستطيع السفر كقيادتك الموقرة إلى الخارج للعلاج؟!
وكما إن الشعب يحتفل فلا ننسى قيادة البلاد فهم على الجانب الآخر يحتفلون لكن على طراز فريد ، فهم يحتفلون بذكرى ميلاد الأبناء والسفريات لتلك المناسبة إلى خارج الوطن الذي لا يصلح أن تقام فيه الاحتفالات، وكذا (أعياد) الاختطاف الوطني للثورة... وتحتفل القيادات أيضاً بمناسبة التسجيل في المدن السكنية الجديدة ذات المواصفات القياسية العالمية، والاحتفال برأس أي سنة من تواريخ البشرية فهم (قيادتنا) لا حدود لهم ، فهم يعيشون الفرحة على مدار الساعة حيث لا توجد لهم خطط وبرامج ينفذونها على أرض الواقع غير حاشيتهم المنتشرة على مفاصل الدولة والحياة اليومية للشعب، فجعلوا منها حياة مريرة للشعب وسيولة نقدية تمتلئ بها جيوبهم، ومن قيادتنا من يفرح بإنجاز مشاريعه في الداخل والخارج ، فتجدهم يتبادلون التهاني... وكذا تجد زعامة القيادة ترسل التهاني للزعماء حول العالم وتفرح بفرحههم، وشعبها يعيش أحلك الظروف المعيشية والاقتصادية، بل تجدهم في احتفال غير منقطع عند إرتفاع الأسعار حينها يقومون بجمع العملة الأجنبية، أو فتح حسابات بنكية جديدة أو الإحتفال بتحويل الأموال العامة إلى وكالات أو شركات صرافة جديدة تم فتحها خلال أيام، والعجيب كل العجب في سرعة الظهور لتلك الصرافات...
نعم، أنها عجائب يعيشها شعبنا، وكأن بلادنا خشبة مسرح يمارس فيها كل اللاعبين المحليين والأجانب الجريمة المنظمة والفوضى الخلاقة التي تمزق ماتبقى لهذا الشعب من أخلاق عالية لازالت تحد كثير من الجرائم المرتكبة ضده...
فأصبحنا اليوم نتساءل عن هذه المناسبات العديدة، أهي مناسبات سعادة أم أنها تعاسة، تحكي واقعنا الأليم؟! 
فنحن اليوم وللأسف الشديد، نعيش تلك المناسبات بكل تفاصيلها.!!!