أبين التي نحلم بها بين نار العسكرة وأمل التعليم

لعلني أسهبت في الحديث عن أهمية التعليم الجامعي والمهني لأنه ببساطة المحرك الأساسي لعملية التنمية المستدامة التي ستغير مجرى تاريخ أبين ومواطنيها إنها السبيل الوحيد لتقوية الأسس العملية وتحسين مخرجات التعليم الأساسي نفسه لقد حان الوقت لنبذ الفكر المتوارث والتمترس خلف سلبيات ماضي الذي  لا يسمن ولا يغني من جوع والاتجاه نحو صياغة صورة إيجابية لابين تواكب الحاضر بنظرة علمية صرفة لتشفي الجروح النازفة في جسد أبين وأزمة أبين تدق ناقوس الخطر بصدق وما هذه الكلمات إلا خارطة طريق للنجاة. 

 الفكر المتوارث والصراع العبثي هذا هو السرطان الحقيقي حين تتحول الخلافات القبلية السياسية إلى هوية دائمة تُهدر تعطل الطاقات في معارك داخلية لا منتصر فيها سوى الدمار وتناحر الافكار تولد روح الانكسار وجلد الذات هذه هي الحلقة المفرغة التي تمنع أي محاولة للنهوض فالماضي بأفراحه وأتراحه يجب أن يكون معلمًا لنا لا سجنًا نعيش داخله.

وعلاج ابين استيراد الأمل من تجارب الآخرين أبين بحاجة ماسة لتجارب إيجابية وليس عيبًا أن نستورد الدروس من محافظات اخرى استطاعت أن توجد مخرجًا من نفق الأزمة لقد قدمت محافظات مثل حضرموت والمهرة وشبوة نماذج في الفدرالية المجتمعية حيث التقت القبيلة مع المثقف مع رجل الأعمال لخدمة الصالح العام لقد بنوا بسواعد أبنائهم واحتضنوا الكفاءات ووفروا بيئة آمنة للاستثمار والتعليم والعبرة ليست في نسخ هذه النماذج بل في استلهام روح المبادرة والالتفاف حول الهوية الابينية لجامعة أبين التي تتسع للجميع.

خارطة الطريق من الرؤية إلى الفعل مبادرة أبين تتعلم
جعل التعليم الجامعي والمهني الخيار الأول للشباب و تشكيل لجنة مجتمعية من أكاديميين وشيوخ قبائل وشخصيات اجتماعية لتكون همزة الوصل بين المجتمع وجامعة أبين وكلياتها المختلفة وتقوم هذه اللجنة بـ توعية الأسر بأهمية التعليم والعمل على فتح تخصصات جديدة تلبي سوق العمل كتقنية المعلومات والطاقات المتجددة الزراعة والسياحة
إطلاق منح دراسية لأوائل الثانوية والمتفوقين و تنظيم معارض وظيفية تربط الخريجين بسوق العمل ومشروع أبين للبناء  هو تحويل طاقات الشباب من المجالات الاخرى إلى البناء بالتعاون مع الجهات  المانحة إنشاء مراكز تدريب مهني عالية الجودة في الكهرباء اللحام البرمجة إدارة المشاريع الصغيرة وتقديم قروض حسنة لتمويل مشاريع الخريجين
حملة أبين تجمع كسر حواجز النفور والصراع و استخدام منصات الإعلام لنشر قصص النجاح لشباب أبين تنظيم مؤتمرات مصالحة وطنية محلية والترويج لثقافة الحوار بدلاً من الصراع.

كلمتنا الأخيرة إلى شباب أبين وأبنائها المخلص مهما تكن الصعوبات وتراكمات الخطابات السلبية المحبطة ومهما علت الأصوات النشاز التي تريد أن تعيش في عششها مسيطرة على العقول فإن الأوان قد حان لتستريح تلك الكانتونات الفكرية المنغلقة على نفسها  من النشاط المجتمعي الإيجابي لا تتركوا طموحاتكم تنتهي عند تصرف شخصي من زيد أو عمر فذهابها أدراج الرياح يعني ضياع مستقبلكم إن المثقفين الواعين هم وقود هذا التغيير بدلاً من انتظار منقذ خارجي يجب أن نكون نحن  أبناء أبين  من يقود عملية الإنقاذ.

فمستقبل أبين لا يُبنى بالبنادق بل بالمقاعد الدراسية ومراكز التدريب وحقول الزراعة و مشاريع ريادة الأعمال الأجيال القادمة إما أن تذكركم كمؤسسين لنهضة جديدة أو ستلعن حقبة من التخلف نحن مسؤولون عنها تحية لكل كادر تعليمي و قائد مجتمعي و شخصية وطنية تدعم هذه الدعوة الملحة للصحوة لعل وعسى أن تصل كلمة القلم هذه إلى كل أب يريد مستقبلًا أفضل لأبنائه وإلى كل شاب يحمل في داخله طموحًا أكبر من أن يحبسه ساحة معركة عبثية.