يوم تاريخي في الجنوب: تحرير سيئون يمهد الطريق نحو استعادة الدولة

في يوم مشرق من أيام النضال الجنوبي، تحررت مدينة سيئون عاصمة وادي حضرموت والصحراء، في تطور عسكري وسياسي بارز يضاف إلى سجل الانتصارات المتتالية للقوات الجنوبية. جاء هذا التحرير تتويجاً لظروف دولية وإقليمية متغيرة، أبرزها القرار الأمريكي بقيادة الرئيس السابق دونالد ترامب والمملكة العربية السعودية بوضع حركة الإخوان على قوائم الإرهاب، مما أضعف قوات "الإصلاح" التي كانت تتخذ من الشرعية اليمنية غطاءً لها.

كانت تلك القوات، المنضوية تحت ما يسمى "المنطقة الأولى العسكرية"، قد جثمت على أرض حضرموت لأكثر من ثلاثة عقود، تسيطر على ثرواتها النفطية والمعدنية. وقد انكشف غطاؤها أخيراً، لتفر هاربة تاركة الأرض لأهلها.

بهذا الانتصار، تحقق ما كان قد كتب قبل أشهر عن اليوم الذي تلتقي فيه حضرموت وعدن في احتضان الجنوب لوحدته. فالنصر الأبيض الناصع الذي حققته القوات الجنوبية في دحر فلول قوات الإصلاح والمؤتمر، يمثل خطوة جوهرية على طريق التحرير الكامل.

الطريق نحو الاستقلال: المهرة بوابة التكامل الإقليمي

لكن حلاوة النصر لا تكتمل للقيادة السياسية الجنوبية، الممثلة بالقائد العسكري والسياسي اللواء عيدروس بن قاسم الزبيدي، إلا بتحرير آخر معقل لقوات الاحتلال اليمني من محافظة المهرة. فهذا التحرير سيفرض أمراً واقعياً على الأرض يقود إلى قرار استعادة الدولة الجنوبية بحدودها الجيو-سياسية الدولية المعترفة بها قبل عام 1990.

تحرير المهرة، البوابة الشرقية للجنوب، سيمكن من تعزيز العلاقات التجارية والاقتصادية مع دول الخليج المجاورة، كما سيعزز الدور الجنوبي في محاربة الإرهاب الدولي بكافة أشكاله. إنه الاستقلال الثاني الذي يفرضه الإنسان الجنوبي المقاتل، بهويته وتاريخه، على أرض الواقع.

تحية للقائد والجنود والشعب

في هذا اليوم المجيد، تهنيء القيادة السياسية الجنوبية، ممثلة بالرئيس القائد عيدروس الزبيدي، القوات الجنوبية الباسلة والشعب الجنوبي الصابر على تحرير سيئون ووادي حضرموت والصحراء. هذا النصر ليس نهاية الطريق، بل محطة أساسية في مسيرة تحرير كامل الأرض الجنوبية وفرض إرادة شعبها في العودة إلى دولته المستقلة.