صبراً ياغزة..
بقلم: حسين السليماني الحنشي
كانت الدعوة إلى الإسلام ، جريمة يعاقب عليها من قبل القوى الحاكمة، وتقوم محاكمة من ينتمي إلى الإسلام آنذاك، خارج العرف المتفق عليه، فلا شيء يرد من أسقط التهمة على أي أحد ، شخصاً كان أو جماعة أو حتى أسرة، وعليه مواجهة المحن والابتلاءات، فكانوا يعذبونهم حتى الموت، ومنهم تلك الأسرة الصغيرة المكونة من ياسر وعمار وأم عمار يعذبون، فيقول لهم الرسول صل الله عليه وسلم: صبراً يا آل ياسر فإن موعدكم الجنة. فكانت هذه المقولة بمثابة شحنة روحية قوية...
مثل الدعم المعنوي والمظاهرات، من قبل الشعوب ... فقد كانت عائلة عمار بن ياسر رضي الله عنها، مثلاً في التعذيب والتنكيل دون المساس بمن يظلمهم ، وكان المؤمنون قلة لا تملك القوة والحكم والسيادة والاعتراف الدولي (العرف) بهم، فتلك الأسرة القليلة في عددها وعتادها، والتي لا تملك جيوش أو أموال تدفع عنها ما نزل بها، وما أشبه الليلة بالبارحة، ما أشبه غزة بآل ياسر، والكفار ذات القوى المهيمنة مثل حكومات العالم اليوم ـ و الصها ي نة ـ، فالمسلمون كانوا لايملكون ما يدفعون به عنهم الضرر ، واليوم تردد شعوب العالم الإسلامي هذه العبارة، صبراً إخواننا في غزة فإن موعدكم النصر والتمكين بمشيئة الله، فالشعوب اليوم لايملكون حتى رفع راية فلسطين في المؤتمرات والندوات والملاعب المحلية، فصبرا أهل غزة، حتى شعوب العالم تندد بما يحدث في غزة، وهذه ارهاصات لولادة عالم حر لايقبل الظلم وأهله، ولا تأت العزة إلا من رجال دفعوا ثمن الضريبة الباهظة للحرية والعدالة، فقد قال الجبناء قديما: لا طاقة لنا اليوم بجالوت وجنوده، فقالت القلة المؤمنة بربهم: كم من فئة قليلة غلبت فئة كثيرة بإذن الله، فصبروا واحتسبوا ، فكانت النتيجة النهائية الغلبة على الظالمين، فأنتم اليوم يا أهل غزة لم تقاتلوا (الص هاين ة) فحسب بل تقاتلون دول الكرة الأرضية جمعاء على مساحة جعلت منكم جنود (المسافة صفر) سلاح لم يتسلح به غير المؤمنين، هذا السلاح الرباني(الإيمان بالله) هو من أبقاكم الي اليوم، أمام أعظم دول العالم جيوشا وقوة، وعلى رأسها دولة الجرم الأكبر أميركا وأوربا، والمنافقون وهم أخطرهم حتى يتبيّن لكم وللعالم أنكم تعيشون حياة منفردة، لايعيشها العالم الذي أسس حكوماته على الظلم، فلم يستطيعوا هزيمتكم مع كل تلك الإمكانيات المادية... فقد عِلمنا من مزابل التأريخ أنها أمم كانت من قبل تملك مالا يملكه الأحرار، فأهلكها الله، واليوم غزة لوحدها تواجه العدوان العالمي. غزة الكبرياء والشموخ والعزة، فكيف لا ينصر الله قوما امتلأت قلوبهم بالإيمان؟ "نحسبهم كذلك"
فأهل غزة هم القوم الذين يسكنون اكناف بيت المقدس، لايضرهم من خذلهم... فهم يعيشون مع الله، فأغلب المشاهد في نشرات الأخبار، نسمعهم يلهفون بذكر الله، وقد شهد بذلك الجنرالات (الص هي ون ية) فقال أحدهم : يمكننا احتلال الشرق الأوسط وهزيمته، لكننا لا نستطيع النصر على غزة...