المثابرة والاجتهاد

كتب : حسين أحمد الكلدي 

 هناك الكثير من الناس الذين يسعون لتحقيق أحلامهم، لكنهم لا يُدركون أن الطريق الوحيد للنجاح هو الصبر والمثابرة والاتجاه الصحيح للوصول إلى الهدف لتحقيق النجاح. فمن أجل الوصول إلى المستوى المطلوب والمنشود، وبلوغ الأهداف وتحقيق الطموحات والأحلام، فمن الضروري أن يتحلّى الإنسان بالصبر، وأن يثابر ويتمسك بالامل ويتحدى الصعاب ويتجاوز العقبات. لأن هناك أمورًا خفيّة، غير مرئية تحدث لم تدرك أثناء التخطيط وعندما تظهرهذه الظروف الاستثنائية القاهرة التي لم يُحسب حسابها، نرى بعضهم ينسحب ويستسلم. من اول لحظة وهذا أمر طبيعي في من لا يملك المثابرة. أما المجتهدون، فهم من يتحلون بهذه الصفة التي تميزهم، وتُظهرهم أكثر إنجازًا، وتجعلهم يقفون بثبات أمام الصعوبات، رافضين الاستسلام، فهم يمتلكون القدرة على المواصلة رغم كل العقبات التي لم تكن في الحسبان. قد تواجهك ظروف قاهرة واختبارات صعبة غير مرئية في طريقك إلى النجاح، لكنها المحك الحقيقي لقوة الإرادة والالتزام والإصرار. هذه المشقات تُرغمك أحيانًا على اتخاذ قرارات صعبة لكنها في الحقيقة تمنحك دروسًا عظيمة. وقد تظهر لك كعقبات تحبطك وتثبطك والبعض يتوقفون وهم على بعد خطوات من الهدف، فيحرمون أنفسهم من نشوة تلك الحظة  اثناء تحقيق النجاح والانتصار اثناء وصولهم للهدف .أما الناجحون، فهم من يشحذون عزائمهم، ويرفعون هممهم للوصول إلى القمة. ولذا، أعتقد أنك فهمت المعنى جيدًا، ولو انت متابعني بما أكتبه. أدعوك اليوم للتحلي بالصبر، وألا تتخلى عن طموحاتك وأحلامك، وألا تستسلم أبدًا، مهما واجهت من صعاب وعوائق فتحلَّ بالصبر والمثابرة، فهما وسيلتك الأكيدة إلى بلوغ الهدف المنشود، حتى وإن استغرق ذلك منك وقتًا طويلا .  فما عليك إلا أن تواصل الوثوب والمثابرة لاني أرى بعض الناس، عندما يواجهون أول عقبة، يتوقفون عن التفكير، ولا يبحثون عن حلول بديلة، ولا يضعون استراتيجيات جديدة بديلة للتعامل مع المشكلة أو العائق. ولذا، فكّر دائمًا في الحلول، وواصل المثابرة، وامضِ قدمًا نحو النجاح. فالمصاعب ليست سوى اختبارات في الطريق، وهي في حقيقتها فرصٌ يفتح الله بها لك أبوابًا أخرى، وطريقًا جديدًا، وفرصًا أعظم للنجاح. فهي بمثابة سلالم تتسلقها، واحدة تلو الأخرى، لتبلغ القمة .  وإذا أغلق الله عليك بابًا، فإنه يفتح لك بابًا آخر فيه الخير، ويكون ذلك بفضل المثابرة والصبر والجهد المتواصل من قبلك وفي النهاية، ستصل إلى هدفك. قال رسول الله ﷺ: "اكلفوا من الأعمال ما تطيقون، فإن الله لا يمل حتى تملوا. وإن أحب الأعمال إلى الله أدومها وإن قلّ."

14/6/2025