جامعة لحج الحكومية وحرمها الجامعي

لحج (أبين الآن) خاص
من حسن الطالع أن الإعلان عن إنشاء وتأسيس جامعة لحج بموجب القرار الجمهوري رقم (119) سنة 2008م، والقرار الجمهوري رقم(108) لعام 2021م، بتعيين رئاسة جامعة لحج- قد حظي بارتياح وترحيب كبير، وشكل بشرى خير لكل أبناء محافظة لحج وجوارها الجغرافي حيث نُظر إليها بعين الرضا كإضافة نوعية وكمية لمؤسسات التعليم العالي في ربوع الوطن.
إن ظهور جامعة لحج إلى الساحة الأكاديمية والانضمام لتعداد مؤسسات التعليم العالي الحكومي - كان عبارة عن تتويج لسلسة من الجهود المثابرة التي بذلت من قبل العديد من أبناء المحافظة وفي المقدمة معشر الأكاديميين من أعضاء اللجنة التحضيرية التي شكلت بقرار الأخ رئيس جامعة عدن ومحافظ محافظة لحج حينها- مسنودة ومدعومة بجهود كل الأخوة المحافظين وأعضاء مجلسي النواب والشورى وغيرهم من الشخصيات الوطنية ممن كان لهم صوتًا مسموعًا وإسهامًا في عملية الدفع بإنشاء وتأسيس هذا الصرح العلمي.
وتجدر بنا الإشارة هنا إلى أن آخر الجهود ومسك الختام كما يقال كان على يد الأخ اللواء الركن أحمد عبدالله تركي محافظ محافظة لحج في الوقت الراهن.
ونظراً إلى الأهمية التي يكتسبها التعليم العالي - ولما لهذه الجامعة من قبول كبير لدى أبناء المحافظة والسلطة المحلية حينها وما توفر لديها من نظرة ثاقبة وبعد استراتيجي تجاه قيام جامعة وطنية في لحج، فقد تكرم المرحوم محسن بن علي ناجي النقيب - طيب الله ثراه - عندما كان محافظ المحافظة عام 2008م بصرف مساحة من أراضي وعقارات الدولة في منطقة الرجاع - وبصورة رسمية وقانونية - كحرم مستحق لجامعة لحج الفتية.
ومن ذلك التاريخ تمكنت كل السلطات المحلية المتعاقبة وأبناء المجتمع المحلي في المحافظة من الحفاظ على الحرم الجامعي من البسط والاستحواذ من قبل أي شخص، ونخص بالذكر هنا الأخ المناضل والشخصية الوطنية المعروفة السفير أحمد عبدالله المجيدي، والأخ الدكتور ناصر محمد ثابت، والأخ الدكتور أحمد مهدي فضيل رئيس الجامعة الحالي، والأخ اللواء الركن أحمد عبدالله تركي محافظ المحافظة.
إن عملية الحفاظ على الحرم الجامعي كان يتم بالتعاون والتنسيق الوثيق بين السلطات المحلية المتعاقبة، ورئاسة جامعة عدن، والأخوة أعضاء اللجنة التحضيرية لتأسيس جامعة لحج والمشكلة من أبرز الشخصيات العلمية والأكاديمية في محافظة لحج {منهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلا} الأحزاب.
إلا أن الخبر والأمر المؤسف والذي لم يخطر على بال أحد من أسرة جامعة لحج من الأساتذة والطلاب ومجلس الجامعة والموظفين - أن تفاجأوا تحديدًا في منتصف عام 2024م - أن هناك جمعية قد استحوذت على ما يربو من 60 هكتار من حرم جامعة لحج الحكومية - تحت ذريعة إقامة جامعة أهلية استثمارية لصاحبها الشيخ عبدالله النوري وشركاه.
وما يجب أن يعرفه الجميع أن جامعة لحج وقيادتها - قولًا واحداً لا تعارض قيام أي جامعة أهلية في لحج وليس لدينا أي تحفظات حولها - وترحب وبكل سرور بإنشاء أي مؤسسة تعليمية أهلية أو حكومية في المحافظة جنبًا إلى جنب مع جامعة لحج؛ لمحاربة الجهل والتخلف الاجتماعي، إلا أن ما تعارضه جامعة لحج وقيادتها ومن روح المسؤولية الوطنية والأمانة الملقاة على عاتقها أمام الله والمجتمع وتتحفظ عليه جملة وتفصيلا هو الاستحواذ على مساحة شاسعة من حرمها الجامعي- دون الاتفاق والتوافق مع قيادة الجامعة.
علمًا أن الجمعية وبما حباهم الله من خيره الواسع يمكنها الحصول على أية مساحة مماثلة في أي مكان من جغرافية المحافظة الممتدة من بلاد يافع شرقًا وحتى باب المندب غربًا - ويمكنهم إقامة جامعتهم الأهلية الاستثمارية ويتركون حرم جامعة لحج - للجامعة - خاصة وهي جامعة جديدة ليس لديها مباني ولا كليات ولا ديوان رئاسة للجامعة - وكما هو معروف في عرف ومفاهيم المجتمع الأكاديمي إن الحرم الجامعي المناسب يشكل الضمان الحقيقي لتطوير وازدهار الجامعة واستكمال مؤسساتها وبنيتها التحية في المستقبل - خدمة للأجيال القادمة جيل بعد جيل إلى إن يرث الله الأرض ومن عليها.
إن قيادة جامعة لحج الحكومية وعبر هذا التوضيح لملابسات وضع الحرم الجامعي تتوجه بهذه المناشدة الصادقة والمسؤولة إلى الأخوة في السلطة المحلية في المحافظة بقيادة الأخ المحافظ وكل مدراء المكاتب واعضاء السلطة المحلية وللأخوة الأكاديميين والمثقفين وقيادات الأحزاب والمكونات الوطنية وإلى القيادات المدنية والعسكرية، والوزراء والنواب والمستشارين وإلى المشايخ وأصحاب المال ورجال الإعلام ومواقع التواصل من أبناء محافظة لحج الباسلة إن يتحملوا مسؤوليتهم الوطنية أمام أبناءهم وأجيالهم المستقبلية والوقوف والتضامن مع الحق القانوني لجامعة لحج الحكومية في حرمها الجامعي والمصروف لها منذ ما يزيد عن (١٨ (عاماً ومن سلطة الدولة الشرعية في المحافظة - ومساعدة الجامعة الذي ليس لديها أي وسائل ضغط غير الوسائل القانونية ومنع البسط والاستحواذ على حرم الجامعة من قبل أي جهة كانت، وتحت أي مقاصد أو ذرائع.
يحدونا الأمل في جامعة لحج وقوفكم واصطفافكم خلف الجامعة الوطنية الحكومية - جامعة كل أبناء الوطن - التي تعول عليها الأجيال القادمة في تلبية متطلبات الحصول على العلم والمعرفة والتأهيل الاكاديمي.
وختاماً : نقول ما قاله عبدالمطلب (جد النبي محمد صل الله عليه وسلم) حين قال مقولته الشهيرة (أنا رب أبلي وللبيت رب يحميه)
ورمضان كريم والله من وراء القصد
أ.د. محمد عوض محمد سالم
نائب رئيس جامعة لحج للشؤون الأكاديمية