إعادة تشغيل مصفاة عدن استعادة الامل في انتشال حالة الركود الاقتصادي
بقلم: جهاد حفيظ
قرار إعادة تشغيل مصفاة عدن – الأقدم في الجزيرة العربية (تأسست 1954) – ليس مجرد خطوة تقنية بل إعلانٌ صريحٌ عن عزم اليمن استعادة قلاعه الاقتصادية من خلال نهجٍ تجاري محضٍ مستقلٍ عن التدخلات السياسية أو الفساد هذه الرؤية إن نُفذت بحزم قد تشكل نقطة تحول في مسيرة الاقتصاد الوطني واستقرار السوق المحلي وعدم اهمال المرافق الصناعية السيادية.
مصفاة عدن إرثٌ صناعي و كفاءات وطنية وعمالة محترفة والمصفاة ليست منشأة نفطية عادية إنها مصنع الخبرات اليمنية الذي صقل كفاءات عبر 7 عقود وأصبح أنموذجاً معيارياً في المنطقة كوادرها الفنية والمهندسون اليمنيون الذين درّبوا أجيالاً من العاملين في المؤسسات الإقليمية هم الضمانة الحقيقية لإدارتها بنجاح اليوم. إرثها التاريخي في المساهمة بـ 30% من إيرادات الدولة قبل توقفها عام 2016 يثبت قدرتها على أن تكون رافداً أساسياً دون وصاية ساسية مرتجله الاثر الاقتصادي وقود للانتعاش عودة المصفاة للعمل وفق آليات السوق التجارية الصرفة ستطلق سلسلة من المكاسب الاقتصادية الحيوية وتوفير العملة الصعبة و خفض فاتورة استيراد المشتقات النفطية بمبالغ ضخمة اثقلت ميزانية الدولة والتي لايحسد عليها سنوياً.
خلق فرص العمل توفير وتفعيل اعادة أكثر من 5000 فرصة للعمل بصورة مباشرة وغير مباشرة في مجتمع يئن تحت البطالة واستقرار السوق وتغطية
40% من احتياجات السوق المحلية للمشتقات النفطية مما يحد من التقلبات الحادة في الأسعار تكامل مع ميناء عدن تشغيل المصفاة بالمفهوم التجاري المستقل سيدعم ميناء عدن الاستراتيجي ويعيد دوره كمحور لتجارة النفط والمنتجات البترولية في المنطقة كون المصفاة احدى محاور الاقتصاد اليمني.
التحدي الأكبر حوكمة التشغيل واستقلالية القرار ونجاح هذه الرؤية الطموحة مرهون بتجاوز تحديات جوهرية التمويل الشفاف وحاجة المصفاة لاستثمارات ضخمة لإعادة التأهيل بعد 8 سنوات توقف يجب أن تُدار بآليات تجارية واضحة والسيادة الفنية
و تفعيل كفاءة الكوادر المحلية دون تدخلات سياسية أو محسوبيات والثقة بقدرة المهندسين اليمنيين على إدارة التشغيل بمعايير السلامة العالمية ومحاربة الفساد ضمان أن تكون عمليات البيع والتوزيع خاضعة لرقابة مستقلة وأن تُحول الأرباح لدعم الاقتصاد الوطني.
عدن كانت ومازالت قلعة الاقتصاد اليمني واعادة
تشغيل مصفاتها بمنطق تجاري مستقل ليست خياراً فحسب بل ضرورة تاريخية واقتصادية النجاح في هذه التجربة سيكون برهاناً على أن اليمن قادر على إدارة موارده بعقول أبنائه وسيُرسي نموذجاً يُحتذى لقطاعات وطنية أخرى الكرة الآن في ملعب صنّاع القرار لتحويل هذه الرؤية إلى واقع ملموس بعيداً عن أيّ تدخل يُعيق إقلاع هذه الصروح الصناعية.