الجذور المشوهه
بقلم / حنان القاسم
تأملت في حالنا وسألت نفسي سؤالاً غريباً لكنه واقعي حد الادراك بالمعنى ..
لماذا نرى الناس تخضع للظلم وتستجيب له بينما تنفر من الحق حتى وإن جاءها في هيئة أم حنونة أو أب طيب ؟
كيف أصبحنا نربط الاحترام بالقسوة والطاعة بالخوف والهيبة بالصوت العالي والعبوس؟
الغريب أن الأب أو الأم الظالمين تفرض لهما الطاعة والولاء تحت اي مبرر او دريعة سواء من باب العيب ، أو الواجب أو الاحترام أو الاصول المفروض علينا قسرا بينما الوالدين اللطيفين ، لا يطاعان إلا إن صادف لطفهما مصلحة أو حاجة!
وكأن الاحترام صار يمنح لمن يجيد رفع صوته او فرض هيمنته ، لا لمن يحسن صنعه .
كيف توارثنا هذا الفهم الأعوج للطاعة ؟
كيف تحول الظلم إلى رمزٍ للقوة والحق إلى صورة للضعف؟
نخاف من الظالم ونرضيه ونهمل صوت الحق لأنه لا يخيفنا!
أيعقل أن نكون قد ورثنا الطاعة المغلوطة والاحترام المشوه جيلاً بعد جيل؟
هذا الواقع يؤلم ، لكنه يضيء لنا زاوية مهملة في التربية والمفاهيم المتجذرة فينا ..
فهل نملك الشجاعة لنعيد تعريف القوة والهيبة بما يتناسب مع الحق لا مع البطش؟
وهل نستطيع تربية جيل يحب باختياره و يطيع من يحسن إليه ، لا من يخيفه؟