لا نجد في زنجبار شربة ماء بارد

 بقلم: حسين سالم السليماني الحنشي

تعاني المدن اليمنية، ومنها مدينة زنجبار، من جشع بعض التجار وغياب الرقابة الفاعلة، ورغم أن النزولات الميدانية في الآونة الأخيرة أسهمت في تحسين أسعار بعض السلع، إلا أن تجارة الثلج ما تزال خارج إطار الرقابة.

في ظل حرارة خانقة وانقطاع متكرر للكهرباء، يبقى الثلج حاجة ملحة للمواطنين، لكن أسعاره لم تشهد أي انخفاض يواكب تراجع أسعار الوقود، بل ظل التجار متمسكين بسلوكهم الاستغلالي، بحثاً عن أرباح سريعة على حساب معاناة الناس.

لقد عرف أهالي زنجبار، كما غيرهم، كيف يستغل تجار الثلج الأزمات والظروف الاستثنائية، فيرفعون الأسعار بشكل مبالغ فيه، دون أي وازع ديني أو أخلاقي، وفي ظل غياب واضح لهيمنة الدولة وضعف الرقابة الحكومية.

اليوم، ومع ارتفاع درجات الحرارة إلى مستويات غير محتملة، يتضاعف الطلب على الثلج، فيتضاعف معه جشع التجار، لتتدهور الأوضاع المعيشية وتزداد معاناة الأسر، خاصة ذوي الدخل المحدود الذين أصبحوا عاجزين حتى عن الحصول على شربة ماء بارد.

إن أبسط حقوق المواطن أن يجد سلعة أساسية مثل الثلج بسعر معقول، ولكن في ظل هذه الممارسات الجشعة والغياب التام للرقابة، تظل صرخة المواطن في زنجبار تتردد:
"لا نجد شربة ماء بارد!"