(الخطوة الأولى نحو التحرر من الحوثي)

التحرر من الميليشيات الحوثية لا يبدأ من السماء ولا من وعود الخارج بل من أعماق الداخل  ومن كسر الطوق النفسي الذي يراد لنا أن نبقى محاصرين داخله لذالك الطغيان لا يقوم بذاته بل يستمد شرعيته من الخضوع ومن سكوت المظلوم ومن تصفيق المقهور ومن كل من يخاف أن يرفع رأسه ويقول  لا.
الحوثي لم يتسيد إلا حين وجد من ينحني، من يخاف، من يبرر، من يصفق حتى لجنازته وهو يدوس على رقابهم. لا سيد بلا عبيد، ولا استبداد بلا بيئة خانعة تقدم له التبرير  والتجميل والدفاع.

صحيح أن الأمم تمر بلحظات ضعف وتجد من يعتقد أنه خلق ليتحكم بالناس ويقرر مصائرهم لكن الصحيح أيضا أن هذا لا يستمر إلا حين يجد جمهورا يخاف من قول الحقيقة يخلط بين الحكمة والجبن وبين الذكاء والتطبيل وبين الولاء والاستسلام.

علينا أن نعترف: نحن مجتمع يمارس العبودية الطوعية بوعي أو دون وعي وحين يصادر حقك وتهان كرامتك وتنهب مواردك ثم تبرر كل ذلك باسم الضرورة أو المصلحة العامة فأنت لا تواجه الظلم بل تمكنه ولذلك فإن أولى خطوات التحرر هي التحرر من الداخل، من الخوف، من عقدة التبعية، من التردد في تسمية الأمور بمسمياتها. لن يسقط الاستبداد إذا بقينا عبيدا في عقولنا وإن رفعنا شعارات الرفض
نحن لا نحتاج إلى خطابات جديدة بقدر ما نحتاج إلى وعي جديد وموقف جديد وناس يقولون لا حين يكون قولها مكلفا، لا حين تكون الحقيقة وحدها العزاء.

فلتبدا اول خطوه :توقف عن التصرف  كعبد كي يتوقفوا الحوثيين عن التصرف كأسياد.