مقهاية "زكو" والمشاريع التوسعية

في قلب مدينة كريتر، كانت مقهاية "زكو" قلب الحي… يجتمعوا فيها الناس من كل حافة ، شاي عدني يفوح بالهيل ، ودمنو تطقطق، وحكايات تمر من عهد الإنجليز لليوم.  

وفي ليلة ما كانت عادية… دخلوا خمسة لابسين بدلات، وكل واحد شايل مشروع "يعيد تشكيل الحي"!

الأول – شمعون بيريز  

جلس، وابتسم بثقة:  

 "نحوّل كريتر مركز أعمال! نربطها بالاقتصاد العالمي، نجيب مستثمرين، ونخليكم تلحقوا بالعصر المتطور ."

الثانية – كونداليزا رايس  

رفعت حاجبها وقالت:  

 "لازم نرتب كريتر من جديد… الحافة دي للسادة ، والحافة دي للقبائل. التقسيم مش خراب… اسمه تحديث وتطوير !"

الثالث – برنارد لويس قال بنبرة ما تطمّن:  

 "لو شكّكنا كل جار في جاره… الحي يتهد من دون طلقة وحدة. وساعتها، اللي من برّع هو اللي يرسم الخريطة الجديدة ."

الرابع – رالف بيترز  

ضحك بصوت عالي ورمى دمنو على الطاولة:  

 "مش بس تقسيم الحي… الجامع نفسه نعمله طوابق! كل طابق لمذهب، وكل شارع بإشارة طائفية."

الخامس – التاجر  

ابتسم بهدوء وقال:  

 "ونحن نحط ختم المشروع بـ'مول استثماري'… نبيع فيه الموهيتو، وننسّيكم طقوس الشاي العدني والروتي ."

وفي الزاوية،  

كان شيبه يشرب شاهي ساكت، عيونه على الدمنو مش على اللابسين بدلات.  

بعد ما سمع كلمتهم وكمل شاهيه ، وقال بصوته العدني الحزين:  

 "كريتر مش عقار في دفتركم، ولا رقعة تلعبوا فيها. أنتم تحسبوا الحي لعبة… بس نحنا أهل اللعبة. وإذا ما رجعت زكو تلعب دمنو… مابيقع خير."