بين صبر الجائع ورفاهية المناضل

بقلم: أ.د مهدي دبان

في مفارقات عجيبة وغريبة في الخطابات، تراهم يحثون الناس على الصبر على الجوع والحاجة، ويؤكدون أن الشعب أمام محك حقيقي في استعادة الدولة والكرامة، وأن الإرادة لا ينبغي أن تنهار لأجل حفنة من الريالات تسمّى الرواتب. لكن العجب كل العجب أن الذين ينادون بذلك يعيشون في القصور، ويتجولون بين عواصم العالم، ويراكمون الأرصدة، وكأن الجوع خُلق فقط ليزور بيوت البسطاء دون غيرهم.

لماذا لم تصبر معنا وتعاني ما نعانيه؟ لماذا لا تذوق مرارة أن يتضور أولادك جوعا وحاجة؟ لماذا لا تذرف عيناك دمعة واحدة على ولد تغليه الحُمى وتسلخ بدنه، وأنت لا تقدر أن تسعفه إلى أقرب مستوصف؟ هنا يتبين الفرق بين مواطن يناضل لأجل كرامته اليومية ويعيش ويلات الظلم يوما بيوم، وبين آخر يستفيد من الوضع ويعتاش ..
 وحده من يعيش الألم يفهم معنى التضحية، ووحده من يذوق الجوع يعرف معناه ... صدق القائل حين قال: “النار ما تحرق إلا رجل واطيها”...قيمة لقمة الخبز.....