طفل غزة الشهيد.. وذكرى الهجرة النبوية!

يَا أُمّي.. أَ نَحّـتَفَلُ غََدَاً؟!

بِـمِيّلاَدِ سَنةٍ جَدِيّدَةٍ گأَقّرَانِيْ؟!

الْـكُلُّ يَحّـتَفِيْ إبّـتِهَاجَاً ..

وَأنَا مَشّـرُوعُ شَهِـيّدٌ آتً! 

وَالعِيدُ فِي قَلْبِي جِرَاحُ! 

بَيّـنَمَا الْـفِـتّيَةُ يَفّرَحُونَ؟!

فَـأَنَا أَبّـكِي! ..  

يَلْبَسُونَ فَضَّةَ الضِّيَاءِ.. 

وَأَنَا أَرْحَلُ.. بِثَوْبِيَ الممَزَّقَ

وَالْجُرُوحُ تُنّدِيّ .. وتُنَادِينِي!  

أُمِّي.. هَلْ تَرَيْنَـنِي؟  

أَنَا الْيَوْمَ صَغِيرٌ ..  

وَلَكِنِّي كَبُرْتُ ..

عَلَى الْجُوعِ وَالْـفَقّـرِ!  

وَمَا عَرَفْتُ مَعْنَى الطفولة؟! 

وَلَا الْحُلْمَ! .. 

إِلَّا كَسَرَابٍ.. يَمُرُّ وَيَتْرُكُنِي!  

أَصْحَابِي تُغَنِّي 

لَهُمُ أُمُّهَاتُهُم فِي الدَّارِ!

وَأُمِّي تُحَمّـسُ فِيّ: 

"سَتَـعْبُـرُ هَذَا الْجَـحِيمْ!"  

وَأَنَا أَعْبُرُ الْحَائِطَ الْمَخْضُبَ بِالدَمِ!  

لِأَجِدَ قَبْرِي.. قَبْلَ أَنْ أَبْلُغَ الْعِيدَ!  

أُمِّي.. لَيْسَ ذَنْبِي 

أَنّنِي وُلِدْتُ صَغِيراً؟  

وَلَكِنَّهُ ذَنْبِي .. 

إنني وُلِدْتُ هاهنا .. بِغَزَّةْ!  

وَالنَّجْمُ يَسْقُطُ ..

مِنْ عُيُونِي إِذَا بَكَتْ!  

وَالدَّمْعُ يُصْبِحُ خُبْزَنَا للٌصُبّـحِ

وَالْمَـوْتُ زَادُنَـا لِلّـعَـشَاءِ!  

يَا أُمَّاهُ.. إِنْ مِتُّ!

فَاذْكُرِينِي إِذَا الْعَامُ  

جَدَّدَ أَيَّامَهُ! ..

وَقَالُوا: "هَذَا اليَوُمُ عِيدٌ!"  

وَاقْرَئِي عَلَى قَبْرِي ..

سُورَةَ الْفَجْرِ.. وَانْظُرِي!  

هَلْ سَيُفَجِّرُ الْفَجْرُ يَوْماً 

لنَا.. دَمْعَةَ الْحَقِّ؟!  

أُمِّي.. لَا تَبْكِي!  

فَأَنَا لَمْ أَمُتْ بَعْدُ! 

إِنَّمَا أَنَا طِفْلٌ.. 

يَخْتَبِئُ فِي السَّمَاءِ!  

أَسْقُطُ كَالنُّجُومِ .. 

فَيَحْسَبُونَنِي شَهيداً؟؟  

وَالشُّهَدَاءُ!! .. 

فِي أَرْضِ الرِّبَاطِ لَا يَمُوتُونَ!  

"بَلّ أَحّيَاءٌ عِنّد رَبِـهُمْ يَرّزَقُـونَ"