د.سالي فودة: الفحم الحيوي سلاح جديد ضد التلوث النووي
(أبين الآن) متابعات
كيف تحوّل مصر مخلفاتها الزراعية إلى حلول إشعاعية مبتكرة؟
في زمن تتسارع فيه المخاوف من التغيرات المناخية والتهديدات النووية، تتجه الأنظار إلى حلول ذكية وآمنة توازن بين التقدم التكنولوجي والاستدامة البيئية. وهنا يظهر التحلل الحراري – تلك التقنية الصامتة التي تنبعث منها حلول كبرى – ليخوض دورًا غير تقليدي في إدارة التحديات النووية.
⚛️ عندما يلتقي الكربون بالإشعاع: ما الرابط؟
يُحوّل التحلل الحراري المخلفات الزراعية إلى فحم حيوي شديد المسامية يمتلك قدرة امتصاص مذهلة للمعادن الثقيلة والنويدات المشعة، مثل السيزيوم والسترونشيوم. هذا الفحم – المصنوع من قش الأرز أو الخشب أو حتى الطحالب – يتحول إلى درع كربوني فعّال في البيئات الإشعاعية.
في الواقع، أظهرت دراسات حديثة أن أنواعًا محددة من البيوتشار يمكنها امتصاص الإشعاعات النووية من المياه أو التربة، مما يفتح المجال لاستخدامها داخل محطات الطاقة النووية أو في التعامل مع التسريبات البيئية.
ربط التحلل الحراري بالتكنولوجيا النووية لا يعني فقط معالجة النفايات
ربط التحلل الحراري بالتكنولوجيا النووية لا يعني فقط معالجة النفايات
???? تطبيقات واعدة على أرض الواقع
تنقية المياه الملوثة إشعاعيًا
يُستخدم الفحم الحيوي كفلتر لامتصاص النويدات المشعة من مصادر المياه، خاصة في حالات الكوارث أو التسريبات.
حواجز ذكية لعزل النفايات النووية
يمكن تحويل البيوتشار إلى مادة مضغوطة تشبه الإسفنج الكربوني، توضع داخل حاويات تخزين النفايات النووية لاحتجاز الإشعاع لفترات طويلة.
إدارة نفايات مختبرات البحث النووي
باستخدام وحدات تحلل حراري مصغّرة، يمكن معالجة النفايات العضوية منخفضة النشاط داخل المختبرات وتقليل خطورتها.
???? ميزة تنافسية لمصر والعالم العربي
الدول التي تمتلك ثروة زراعية ضخمة – مثل مصر – تملك مفتاحًا ذهبيًا لمواكبة التحديات النووية دون الحاجة لاستيراد تقنيات معقدة. يمكن تحويل المخلفات المحلية إلى مواد تحمي البيئة والمجتمع من التلوث الإشعاعي، مع خلق صناعات خضراء مرتبطة بالتقنية النووية.
ربط التحلل الحراري بالتكنولوجيا النووية لا يعني فقط معالجة النفايات
???? نحو اقتصاد نووي أخضر
ربط التحلل الحراري بالتكنولوجيا النووية لا يعني فقط معالجة النفايات، بل يمثل نواة لاقتصاد أخضر جديد يجمع بين:
الطاقة النظيفة (النووية)
والإدارة المستدامة (التحلل الحراري)
والصناعة الذكية (المواد الكربونية المبتكرة)
خاتمة
في قلب المفاعل النووي، قد لا ترى الفحم الحيوي… لكنه موجود، يعمل بصمت، يمتص الإشعاع، ويحمي الكوكب.
إنها ثورة كربونية جديدة، تقودها تقنيات التحلل الحراري، نحو عالم أكثر أمانًا، وأكثر وعيًا… وأكثر خضرة.
