الدكتور العزاني هو الوجه الآخر لإنسانية العميد طارق

في زمن كثرت فيه الأحداث وتشابهت الوجوه، تبرز بعض المواقف التي تكشف معادن الرجال لا في ساحات القتال فقط بل في لحظات الألم والعناية والمواساة
حين نتحدث عن العميد طارق محمد عبدالله صالح يتبادر إلى الأذهان قائد عسكري محنك، صلب المواقف، ثابت في مواجهة التحديات لكن خلف هذا الصلابة هناك قلب يحمل إنسانية عميقة ظهرت جلية في تفاصيل قد لا تتصدر العناوين لكنها تسكن وجدان من عاشوها ومن بين هذه التفاصيل يبرز الدكتور طارق العزاني الطبيب الذي لم يكن مجرد معالج للمرضى بل كان شاهدا حقيقيا على جانب نادر ومضيء من شخصية العميد
لم يكن العزاني مجرد طبيب يؤدي واجبه في صمت بل كان اليد الحانية التي امتدت لجرحى الجبهات والوجه البشوش الذي خفف آلام الجنود والمدنيين على حد سواء وبرعاية وتوجيه مباشر من العميد طارق تحولت مهمته الطبية إلى رسالة سامية عنوانها  (الإنسان أولا)
كل قصة شفاء كان خلفها دعم وتسهيل وكل نداء استغاثة كان له صدى في أذن العميد الذي لم يتردد يوما في توفير الإمكانات وتوجيه التعليمات وتسخير الجهود لخدمة من تقطعت بهم السبل الصحية حتى في أحلك الظروف
في مواقف عدة لم يكن الدكتور العزاني يتحدث عن أوامر أو تعليمات بل عن إحساس بالمسؤولية يتدفق من العميد طارق عن قائد يعي أن النصر لا يبنى فقط بالبندقية بل بالتضميد بالعناية وبالرحمة.

إن الحديث عن الدكتور طارق العزاني لا ينفصل عن الحديث عن رؤية إنسانية متكاملة يحملها العميد طارق صالح في قلبه وعقله، ولعل العزاني في هدوئه وتفانيه يمثل بصدق ذلك الوجه الآخر للقيادة وجه لا يرى في المؤتمرات أو البيانات بل يلمس في دمعة مريض جففتها يد الرعاية، وفي ابتسامة جريح أعاد له الأمل بعد أن ظنه مفقودا.
هكذا تتكامل الصور: الطبيب والعميد، الرحمة والحزم، القلب والعقل، وكلها تجتمع في مشهد واحد عنوانه (الإنسان أولًا ) وهذا ماوجدته اليوم في مخيم علاج الحول في المخاء .