دوري عدن وكأس حضرموت.. نبض الكرة اليمنية
رغم توقف الدوري العام اليمني وتعثّر انتظامه لسنوات، تظل بطولة دوري عدن وكأس حضرموت بمثابة نافذتين مضيئتين في المشهد الكروي المحلي، تعيدان للجماهير شيئًا من بريق المنافسة والإثارة، وتؤكدان أن شغف اليمنيين بكرة القدم لا يمكن أن يتوقف مهما كانت الظروف.
دوري عدن.. استمرارية وإثارة
يدخل دوري عدن نسخته الثالثة بثبات وثقة، ليمنح الشارع الرياضي شعورًا بوجود دوري منظم يشبه – ولو جزئيًا – دوريات الدول العربية الأخرى.
الإثارة والتشويق في المباريات، إلى جانب التغطية الإعلامية الواسعة، جعلت من هذه البطولة حدثًا رياضيًا جماهيريًا يحظى بمتابعة كبيرة داخل عدن وخارجها.
وقد أسهم هذا الدوري في تطوير مستويات اللاعبين ورفع جاهزيتهم البدنية والفنية، كما حرّك سوق الانتقالات بين الأندية والمدربين، وأعاد الحياة للملاعب التي عانت طويلاً من الركود.
كأس حضرموت.. استمرار للحيوية والروح الرياضية
أما بطولة كأس حضرموت التي تدخل عامها التاسع، فهي مثال آخر على قدرة الرياضيين اليمنيين على الاستمرار رغم الصعوبات.
ورغم كونها بطولة محلية تخص المحافظة، إلا أن صداها تجاوز الحدود، وأصبحت من أهم البطولات اليمنية التي تحظى بالاهتمام الجماهيري والإعلامي، وأسهمت في إعادة الحيوية للكرة اليمنية ورفدت المنتخبات الوطنية بعدد من المواهب الواعدة.
حلم الدوري الكبير.. واقع ممكن
يبقى الحلم الأكبر لكل عشاق الكرة اليمنية هو عودة الدوري العام الشامل الذي يضم جميع أندية الوطن من مختلف المحافظات.
قد يبدو هذا الحلم بعيدًا، لكن الواقع أثبت أن الإرادة قادرة على تجاوز حواجز السياسة والخلافات التي عطلت مسيرة الكرة اليمنية.
فالرياضة، كما يعرف الجميع، هي لغة السلام والتقارب، والميدان يجب أن يكون مساحة حرة لكل أبناء الوطن دون تمييز أو إقصاء.
ختامًا..
إن دوري عدن وكأس حضرموت لا يمثلان مجرد منافسات كروية، بل هما رمز للإصرار والأمل في أن تعود كرة القدم اليمنية إلى مكانها الطبيعي بين المنتخبات العربية.
ولعل الخطوة القادمة تكون مبادرة وطنية رياضية تعيد اللحمة بين الرياضيين، وتفتح صفحة جديدة عنوانها: “كرة تجمع ولا تفرّق”.


