الخذلان لأهلنا في غزة
بقلم: حسين السليماني الحنشي
سيكتب التأريخ رغما عن أنف كل من كان مع غزة أو ضدها، إن أعظم رجال التأريخ المعاصر اليوم للبشرية جمعاء هم أهلنا في غزة، فجزاهم الله خير الجزاء، فقد أعادوا صوراً من محطات عظماء الإسلام اليوم، نشاهدها تتجدد، في الإيثار والحب والأمانة والإخلاص، والاقدام والاحتساب، وغيرها من صور رجال الإسلام والإيمان الناصعة...
لكن اليوم سيكتب التأريخ عنا وعن الخذلان لأهلنا في غزة ، فرداً فرداً، سيكتب التأريخ مروراً بأقرب الشعوب في العروبة والعقيدة، إن هضبة الجولان كانت أحد القلاع الحارسة لعقود من الزمن، تصد وتحرس المعتدي على أرض فلسطين ، وسيكتب التأريخ عن عن العقبة التي تفصل بين شعبين لسنوات طويلة وزراعة الأسلاك الشائكة والمراقبات بالليل والنهار، كي تمنع من وصول أي إمدادات لأهلنا في فلسطين، سيكتب التأريخ أن مصر كانت جارة لغزة أيضا، وفيها نهر النيل وغزة تموت عطشانة، بل ويسكن مصر أكبر الشعوب العربية...
سيكتب التأريخ أن الدول الخليجية، كانت تمتلك محيطات من النفط، بينما لا وقود في غزة حتى للمستشفيات، أو سيارات الإسعاف. سيكتب التأريخ أن المسلمين لديهم أكثر من (٥٠ مليون جندى) لكنهم لم يرسلوا جندياً واحداً لغزة، ولم يوقفوا الإبادة الجماعية التي تقع لأهلنا في غزة، وذلك في كل يوم يتم تشييع جثمان الأطفال والنساء والشيوخ والشباب، وبدون ذنب إلا أنهم أرادوا تحرير وطنهم!
سيكتب التأريخ أن المليارات أُنفقت على الحفلات الراقصة، وملاعب الكرة، ومسابقات الجمال ليس للنساء فحسب، ولكن للكلاب والإبل، بينما لم يوجد خبز ولا ماء ولا دواء، في غزة.
سيكتب التأريخ أن الدول الإسلامية غير العربية، استخدمت إسم الإسلام كثيراً، ولديها القوة الكافية أن تقول: يكفي ما يحدث في غزة ، لكنها لم توقف تلك المجازر ...
سيكتب التأريخ أن الأمة الإسلامية عرب وغيرهم، كانوا يلومون الحكام وأغلب حكامنا رهائن كراسيهم وكروشهم وفروجهم، لكن تلك الأمة لم تتوقف عن شرب البيبسي الكوكاكولا، أكبر الشركات العالمية دعماً مالياً للعدو ، ولم تقاطع تلك الشعوب منتجات العدو ومن يدعمه.
سيكتب التأريخ أن شعوب الغرب التي لا يربطها بغزة لاعروبة والا دين، خرجت إلى الشوارع ضد ما يحصل من إبادة لأهلنا في غزة، بل ورفعت شكاوي إلى المحاكم ببعض المؤسسات التي تدعم ذلك العدو المتغطرس، أما المسلمون مشغولون بالمباريات والأسواق والاخرين منهم جلوسا في بيوتهم ...
التاريخ لن يرحمكم جميعاً حكاماً و محكومين بعد فناء غزة وأهلها .
وعلينا أن نعلم إن كان هناك باق من الإيمان فينا، إن يوم القيامة سيُحاسب الجميع وهناك فقط، سنعرف من فاز ومن خسر ...
فلا يتلبس علينا من المضللين ، فالحق بيّن والصراع مكشوف ، ألا ترون من يقف مع العدو؟ أنها ملة واحدة وفي خندق واحد ، فأين نحن من إخواننا حتى لانكون من الخاسرين يوم القيامة...