من منصة التعليم إلى قارعة الطريق.. "الأستاذ فارض" يواجه الحياة ببسطة مُكسّرات

من منصة التعليم إلى قارعة الطريق.. "الأستاذ فارض" يواجه الحياة ببسطة مُكسّرات

عدن (أبين الآن) خاص

في مشهد يختصر قسوة الواقع، تحوّلت السبورة والطباشير إلى طاولة خشبية صغيرة يفترشها الأستاذ فارض لبيع المكسرات على أحد الأرصفة، بعد سنواتٍ طويلة قضاها في خدمة العملية التعليمية وتخريج أجيال من الطلبة الذين تتلمذوا على يديه.

الأستاذ فارض، الذي طالما وقف شامخًا في الفصول الدراسية يُنير العقول ويزرع القيم، وجد نفسه اليوم يواجه ظروفًا معيشية قاسية، اضطرته لفتح بسطة صغيرة يُكافح من خلالها من أجل لقمة العيش وإعالة أسرته، في ظل غياب أي شكل من أشكال التقدير أو الدعم من الجهات المسؤولة.

يقول أحد طلابه السابقين، وقد التقى به مصادفةً قرب البسطة: "من المؤلم أن ترى معلمك الذي كان قدوتك ذات يوم، يقف الآن على قارعة الطريق ينتظر من يشتري منه حفنة من الفستق أو الزبيب. لم أتمالك نفسي حين رأيته.. نظراته لا تزال مفعمة بالعزّة، رغم شظف العيش."

قصة الأستاذ فارض ليست مجرد حالة فردية، بل تمثل مأساة صامتة يعاني منها كثير من الكفاءات التعليمية في ظل تدهور الأوضاع الاقتصادية، وغياب أنظمة الرعاية التي تضمن كرامة من أفنوا أعمارهم في خدمة المجتمع.

رغم كل شيء، لا يزال الأستاذ فارض يُثبت أن الكرامة لا تُقاس بالمكان، بل بالموقف، وأن العطاء لا يرتبط بكرسي الوظيفة، بل بروح التحدي والاستمرار.

كل الأمنيات بالتوفيق لهذا المربّي الفاضل في مشروعه الصغير، علّ الحياة تُنصفه ولو بعد حين.