"أنا لا أُهزم… بل أُغيظ!"
بقلم: صفاء المليح
يفرحني جدًا أنني لا أرد على أعدائي بالكلام، بل بالفعل. أفرح حين أراهم يتحسرون على صبري، ينزعجون من ثباتي، يتألمون من ابتسامتي. لا شيء يغيظ العدو أكثر من أن تبقى واقفًا، شامخًا، رغم كل ما حاول فعله لتحطيمك.
هناك لذة لا يعرفها إلا من جُرح بصمت، وصبر بصبر، ونهض من بين الحطام ليقول: "ها أنا ذا". لذة الانتصار على الكراهية، على الحسد، على الظلم… لذة أن لا تعيش بردّ الفعل، بل بأن تجعل حياتك رسالة: "لن تنالوا مني، بل ستتألمون أكثر كلما رأيتموني أعيش بسلام".
أنا لا أصرخ حين أتألم، بل أبتسم. لا أشكو حين يُخدع بي الناس، بل أثبت لهم من أكون مع الوقت. أعدائي لا يعرفون أني كلما سقطت، تعلمت كيف أنهض بشكل أذكى وأقوى، حتى صارت هزائمي القديمة أدواتي اليوم في مواجهة كل حقد جديد.
الغيظ ليس في رد الإساءة، بل في تجاهلها… في أن أعيش، أن أنجح، أن أحب، أن أتطور، أن أكون في سكينة وهم في قلق. هذا هو انتقامي الجميل.