احتلال الجنوب.. جريمة تاريخية لن تُنسى
تمر علينا اليوم الذكرى الـ 31 لاجتياح قوات الاحتلال اليمني للجنوب في 7 يوليو 1994م، تلك الحرب الظالمة التي خلفت وراءها دمارًا شاملًا وجرائم حرب لا تُعد ولا تُحصى. إنها ذكرى اليمّة على شعب الجنوب، الذي واجه ويواجه حتى اليوم تبعات تلك الحرب الظالمة.
في ذلك اليوم المشؤوم، اجتاحت قوات الاحتلال اليمني مدن الجنوب، ونهبت كل شيء فيها، لتسلب وطنًا وهوية. لم تكن تلك الحرب نزاعًا سياسيًا بل كانت مشروع اجتياح واستباحة. لقد تم تدمير كل شيء، من البنية التحتية إلى المؤسسات الحكومية، ومنازل المواطنين الأبرياء.
جرائم الاحتلال اليمني في الجنوب لا تُعد ولا تُحصى. لقد تم قتل وتصفية الكوادر الجنوبية، وتم تهميش الجنوبيين وتسريح الجيش الجنوبي. كما تم نهب ثروات الجنوب، وفرضت سياسة الأمر الواقع على شعب الجنوب. كل ذلك وأكثر، جعل من الجنوب ساحة للصراعات والمظالم.
لكن شعب الجنوب لم ييأس يومًا. لقد ظل متمسكًا بأرضه ووطنه وهويته. في 7 يوليو 2007م، انطلقت ثورة الجنوب السلمية لتحوّل يوم الاحتلال إلى يوم مقاومة وصمود. اليوم، الجنوب يمتلك جيشه وأمنه وقيادته، ولن يعود إلى زمن الاحتلال أبدًا.
المجتمع الدولي مطالب اليوم بالاعتراف بحق شعب الجنوب في تقرير مصيره واستعادة دولته. إن قضية الجنوب ليست قضية داخلية، بل هي قضية وطنية ودولية. لقد تم توثيق كل الجرائم التي ارتكبتها قوات الاحتلال اليمني، وذاكرة الجنوب لا تنسى.
في ذكرى 7 يوليو، نؤكد أن الجنوب لن يقبل أن يعود إلى مربع الاحتلال تحت أي مسمى. لقد سقطت الوحدة اليمنية يوم أن قررت قوات الاحتلال اليمني إعلان حربها على الجنوب. اليوم، الجنوب يطالب باستعادة دولته المستقلة، ولن يتنازل عن حلمه الوطني.
شهداء الجنوب هم نبراس طريقنا نحو التحرير. عهدنا لهم باقٍ حتى النصر. لن ننسى، ولن نغفر للاحتلال اليمني جرائمه. سنظل متمسكين بحقنا في دولة جنوبية مستقلة، ولن يوقفنا أي عائق أو تحدي.
في الختام، نطالب العالم بأن يُنصف قضية الجنوب التي ما زالت حية في قلوب أبنائه منذ 7 يوليو 1994م. إنها قضية وطنية عادلة، وإن شعب الجنوب يستحق الحرية والاستقلال.