معالي رئيس الحكومة.. "ما بيدي شيء"!

في مشهد محبط أمام بوابة قصر معاشيق بعدن، ويعكس إلى ما وصلت إليه البلاد وحجم المأساة، وقف رئيس الوزراء الدكتور سالم بن بريك مخاطبًا جموع المحتجين يوم أمس أمام بوابة معاشيق الذين ضاقت بهم سبل الحياة، يشكون انعدام الخدمات الأساسية من كهرباء وماء ورواتب، ويطالبون بحقوقهم المشروعة.

 الرد لم يكن بحجم التطلعات التي يأملون سماعها، وقد صدمهم معاليه بقوله:  "ليس بيدي شيء.. لا إمكانيات، لا موارد، ولا دعم من التحالف!، فالحكومة تعمل في ظروف صعبة للغاية ، وأن لديه الاستعداد للقسم واليمين المغلظ على صحة كلامه.

تصريح أثار سخط الشارع وعدّه كثيرون بمثابة إعلان رسمي بانهيار أداء الحكومة ورصاصة الرحمة في نعش الحكومة الخديجة "الوليدة"، وتخليها عن دورها الدستوري تجاه المواطن.
إذا كان رئيس الحكومة يقر ويعترف بعجزه فمن يملك الحل؟ وإذا كان معاليه على رأس هرم السلطة التنفيذية ولا يملك الأدوات ولا القرار فلماذا بقي في المنصب والتشبث به؟!

ليس من العيب أن تعترف بالعجز لكن من الشجاعة أن تترجمه إلى موقف، والى وضع حلول ولو كانت انصاف أو أرباع الحلول لكن لا تستسلم، فبقاء المسؤول في كرسي لا سلطة له فيه إساءة للمنصب قبل أن تكون للمواطن نفسه.

إن استقالة بن بريك إن لم تكن حلاً للأزمة، فهي على الأقل احترام للمنطق ووقوف في صف المواطن بدل التنصل منه، حتى وإن كانت الحكومة وليدة وفي طور عدة أسابيع.

يجب على التحالف القيام بواجباته تجاه اليمن، فالبلاد لا ينقصها شكوى من يشكو المواطن له، ومعالجة الوضع اليمني المتحجر ووضع خارطة طريق واضحة تحفظ للمواطن كرامته وتحفظ له ماء وجه.