بعد أن دمرتها الحرب.. أبين مازالت تئن من الظلم وتعيش خارج نطاق التغطية ..!!
تمر علينا هذه الأيام الذكرى الـ(14) لإحتلال محافظة أبين من قبل تنظيم القاعدة، والذي يصادف 27 مايو 2011م، وما تبعه من نزوح واسع للسكان من العاصمة زنجبار وضواحيها .
لقد شهدت أبين خلال تلك الفترة تدميراً واسعاً لمساكن المواطنين وممتلكاتهم، نتيجة المواجهات العنيفة بين قوات الجيش وتنظيم القاعدة وما زال الكثير من النازحين يقيمون في محافظات أخرى، مثل عدن وغيرها، دون أن تتعافى قضيتهم، ودون أن يحصلوا على تعويضات مناسبة عن منازلهم المهدمة .
الغريب أن العديد من المشاريع السكنية التي تنفذها المنظمات الإغاثية في محافظات أخرى، لم نرَ لها أثراً في أبين، رغم أن تلك المحافظات لم تكن متضررة بمثل ما تضررت أبين، بل كانت أقل عرضة للدمار والدماء .
فهل يعقل أن تُحرم أبين من مثل هذه المشاريع، وهي المحافظة الأكثر تضرراً من الحرب والدمار ..؟!
ولماذا يُقفل ملف الإعمار في أبين، رغم الحاجة الملحة لإعادة بناء ما دمرته الحرب، وتحسين ظروف السكان الذين يعانون من أوضاع إنسانية صعبة ..؟!
فالوضع في المحافظة يزداد سوءاً، خاصة مع تعطل الكثير من الخدمات الأساسية، من كهرباء وصحة ونظافة. فالشارع الرئيسي في زنجبار، على سبيل المثال، يعاني من طفح المجاري الذي يملأ الأحياء، ويهدد صحة السكان، حيث تتراكم القمامة وتنتشر الأمراض والأوبئة، وسط غياب تام لأي جهة رسمية تتدخل لإيجاد حلول حقيقية ..!!
ورغم ذلك، فإن المسؤولين ينهبون عشرات الملايين من النقاط الغير القانونية دون أن يتفضل أحدهم بجزء يسير من تلك الأموال لإصلاح حال المحافظة، أو تحسين حياة المواطنين ..!!
فمتى ستتحرك ضمائر المسؤولين في السلطة المحلية، والحكومة، والدولة، لرفع هذا الظلم عن كاهل أبناء أبين، والعمل على إعادة إعمارها، وتحقيق العدالة والتنمية المستدامة ..؟!
وفي الختام، تبقى الصور أبلغ من الكلام، فشاهدوا بأعينكم حجم الدمار والمعاناة، وادعوا الله أن يحفظ أبين من كل مكروه، وأن يعمّ الخير والسلام ربوعها .
حفظ الله أبين من كل مكروه