*معالم أبينية الطريق إلى شلالات تاران*

كانت بداخلي رغبة جامحة منذ شهور عدة لزيارة (شلالات) تاران الواقعة شمال غرب مديرية لودر، والتي تحدث عنها الكثيرون وأجزلوا في الحديث عنها وعن جمالها الرباني البديع..

*معالم أبينية الطريق إلى شلالات تاران*

يكتبها : فهد البرشاء

كانت الرغبة (الملحة) بداخلي تشدني نحوها كلما قرأت أو شاهدت أي صور عنها وعن شلالاتها المتدفقة من أعالي الجبال،لأسبر أغوار هذه اللوحة الفنية التي لم يُظهرها أحد بشكلها الذي يليق بها حد اللحظة..
فقادتني تلك الرغبة لزيارتها صباح يوم السبت الـ(18 من مايو للعام2024م) ،وكنت متلهفا أيما تلهف لأصل لغايتي ووجهتي، وقد رسمت في (مخيلتي) الصغيرة صوراً عدة عنها علّي أكتفي بها وعلها تغنيني عن الشوق الجامح لهذه اللوحة الفنية المجهولة..
ولكن ما أن وصلت (تخوم) الوادي الذي يشقه طريق صخري نصفين، والصخور (مستلقيةً) على جانبيه، وقد رسم الزمان على أركانها عوامل التعرية الطبيعية والحضارات الغابرة التي مرّ أصحابها من هنا..
زاد انبهاري وإعجابي ووقفت مشدوهاً أتأمل تلك اللوحة الفنية التي أبدع الله سبحانه وتعالى في رسمها وصناعتها وأجاد وهو (المتقن البديع) لكل شيء خلقه في خلق هذه الغابات الممتدة على جانبي السلسلة الجبلية وفي سفوح الجبال..

خطوت نحو المجهول (الجميل) يسبقني الشوق لمعرفة ما هو مخبؤ في جنبات هذا الوادي الصخري الذي تعانق جباله (الشاهقة) السحب بعنفٍ (ناعم) وتنسج منها أجمل الكلمات وأروع الصور الربانية، تشاركها العصافير (بشدوها)  بأجمل الألحان وأعذبها لتتماوج معها الأشجار الوارفة الظلال مع نسائم الهواء البارد فتبعث في النفوس الراحة والطمانينة والسكينة والشعور بالهدوء، ويغازلها خرير الشلالات وأصواتها وهي تنساب وتتدفق من أعالي الجبال وقد نحتت في تلك الصخور حكاية (العشق) الأزلي والصمود والتحدي رغم مرور القرون.
جمال..تناغم..إبداع..إتقان..سكينة.. هدوء .. انبهار.. ارتياح.. كلمات لن تصل لعمق ذلك الشعور وأنت تسير بين تلك الأشجار الوارفة الظلال والسحاب تحيط بك من كل مكان وتحتضن الجبال كأمٍ تتمسك بوليدها خشية أن يضل عنها في غياهب هذه الغابة..