فيصل بن يسلم البطاطي... حين يجتمع الشعر بالسياسة على أرض الوفاء

فيصل بن يسلم البطاطي... حين يجتمع الشعر بالسياسة على أرض الوفاء

(أبين الآن)خاص

بقلم /أ.م.د ماجد مبارك البطاطي

في حضرموت، حيث تتعانق الأصالة مع المبدأ، وتنبض الأرض برجالٍ صنعوا المجد بالكلمة والموقف، يبرز اسم الشيخ فيصل بن يسلم بن عبدالله البطاطي، كشخصية جمعت بين رقة الشاعر وحنكة السياسي، وعمق الانتماء العائلي والقبلي، فكان امتدادًا حقيقيًا لتاريخٍ من الحكمة والقيادة.

ينتمي الشيخ فيصل إلى بيتٍ له مكانته الاجتماعية والقبلية، إذ كان والده، الشيخ يسلم بن عبدالله البطاطي، شاعرًا مرهفًا، وحكيمًا عاقلًا، ومرجعية قبلية في حضرموت، يلجأ إليه الناس في الخصومات والمواقف الصعبة، لما عُرف به من رجاحة عقل وبعد نظر وحسن تدبير.
ورث عنه فيصل روح الشعر وقوة التعبير، كما ورث سعة الصدر والحكمة في التعامل مع المواقف والناس.
رحم الله العم الشيخ يسلم بن عبدالله البطاطي، فقد كان رجلًا فريدًا، جمع بين الشعر والقيادة، بين الحكمة والمروءة، وأسكنه فسيح جناته.

أما في السياسة، فقد تلقى الشيخ فيصل مبادئ العمل الوطني من خاله، السياسي ورجل الدولة المعروف، الشيخ عمر بن يحيى البطاطي، الذي كان له دور كبير في الحياة العامة، وعُرف بمواقفه الوطنية الصلبة، وبإخلاصه الذي لم يُساوم عليه.
تشرّب منه فيصل روح المسؤولية، وتعلّم على يديه أن السياسة ليست سُلطة، بل أمانة وموقف وشرف.
رحم الله العم الشيخ  عمر بن يحيى البطاطي، وأسكنه الفردوس الأعلى، فقد خدم وطنه بكل ما يملك من فكر وقوة وضمير.

اليوم، يواصل الشيخ فيصل مسيرته بروح من ورثوا المجد لا من ادّعوه. شاعرًا حين تتكلم العاطفة، وسياسيًا حين يستدعي الوطن مواقف الرجال. يحمل في قلبه وفاءً لأبيه وخاله، ولأرضٍ تستحق أن تُخدم بصدق وإخلاص.

إنه أحد الوجوه الحضرمية التي تُجسّد معنى الانتماء الحقيقي، ليروي للأجيال أن الولاء لا يُصطنع، والقيادة لا تُمنح، بل تُولد من الجذور وتُروى بالعطاء.