لا يحقد إلا الناقص، ولا يحسد إلا الفاشل، ولا يغتاب إلا المنافق
بقلم: صفاء المليح
في الحياة، ستكتشف أن أكثر من يهاجمك، ليس من يراك تسقط، بل من يراك تنهض.
ليس من يشاهدك في قاع الألم، بل من يراك تصعد بثبات رغم العوائق.
حين تبدأ في التميز، حين تتقدم، حين تصنع لنفسك قيمة، تبدأ الأقنعة بالسقوط، ويبدأ الحاقدون في الظهور… وكأن تألقك جريمة.
دعني أقولها بصراحة:
لا يحقد إلا الناقص، ولا يحسد إلا الفاشل، ولا يغتاب إلا المنافق.
الحقد: عقدة النقص
الحقد ليس شعورًا عابرًا، بل مرض دفين، يسكن النفوس التي تعاني من النقص الداخلي.
الحاقد لا يكرهك لشخصك، بل يكره ما تمثله: قوتك، صبرك، صعودك بعد كل سقوط.
يراك تبتسم رغم الألم، فتؤذيه ابتسامتك. يراك تحقق رغم القلة، فتؤذيه قدرتك.
هو لا يملك هذا النور الداخلي الذي تحمله، فيتحول إلى ظلك، يتتبعك بالحسد، ويتمنى لك الانكسار.
الحسد: اعترافٌ غير مباشر بالتفوق
الحاسد لا يعترف علنًا أنك أفضل منه، لكنه يعيش هذا الاعتراف في داخله كل يوم.
بدل أن يسعى، يجلس يراقب. بدل أن يعمل، يتحدث.
يرى رزقك، ولا يرى تعبك. يرى نعمتك، ولا يرى دموعك.
يتمنى أن تزول عنك النعمة، لا لأنه بحاجة لها، بل لأنه لا يتحمل رؤيتك أعلى منه.
الغيبة: لسان المنافق وضعيف النفس
الغيبة لا يمارسها الأقوياء. من يثق بنفسه، يواجهك. من يحبك، ينصحك.
أما من لا يملك لا حبًا ولا شجاعة، فإنه يختبئ خلف ظهرك، يلوك اسمك في المجالس، ويصنع من أخطائك مادة للضحك.
هو لا يتكلم ليصلحك، بل ليقلل من قيمتك أمام الآخرين. لكن ما لا يدركه، أن من يغتابك أمامهم، سيغتابهم غدًا أمام غيرهم. فكل من يغدر بالغيبة، ساقط من أعين الجميع وإن طال وقوفه.
---
فاصلة في السطر الأخير:
كلما زاد النور في داخلك، زادت حولك الظلال.
وكلما ارتقيت، كثر من يحاول سحبك للأسفل، لأن العاجز لا يحتمل رؤية الصعود.
لكن تذكّر:
لا تنزل لمستوى من حقد، حافظ على طهرك.
لا ترد على من حسد، واصل رحلتك.
لا تنشغل بمن اغتاب، فالشجرة المثمرة تُرمى بالحجارة دائمًا.
امضِ في طريقك… دع إنجازك يرد، ودع سلوكك يعلو.
فالذهب لا يتأثر بغبار الطريق، والماء النقي لا تعكره حجارة الحاسدين.
✍️ بقلم: صفاء المليح