اجيبونا ما الذي يجري ؟ 

ذروة العجز عندما ترى اشياء لا يستطيع وصفها إلا الدمع ..
ان أقبح ما يصير في هذا الشعب الذي كان يحمل حزمة من الأمنيات ويوعد بأيام الله بات يعيش اسؤ مأساة في تاريخه ..

فإن ما يحصل في البلاد ليس أزمة عابرة ، أو جائحة وبائية خرجت عن نطاق القدرة والارادة ، ولكنها كارثة إنسانية عمدية ، استباحت الأرض والعرض ، جلية للعيان لا تحتاج إلى مد البصر أو اشخاصه بقدر ما تحتاج إلى خائنة أعين ، اوطرفة عين ، لكي تراها ، فقد باتت معاناة الناس مباحة الرؤية كسماء الصيف لاعتم فيها ولا سحاب جلية للناظرين ..

ففي كل أرجاء البلاد نراها في تسول الأرصفة نراها وفي نوم الأهالي بناصيات الشوارع وعلى أعتاب المطاعم ومن يلتمسون بقايا من بقايا الفتات ، ومن نراهم يستبقون إلى مقالب النفايات ، ليس رخصاً منهم أو رذالة ، ولكنها قرقرت بطون أطفالهم ، وحفظ اعراض نسائه‍م ، حين لم تتركوا لهم أي خيار .. 

كما أننا نراكم في ألمنا أيضا وفي كل هذه المواضع ، وفي اسباب انقطاع الكهرباء العبثية وتدهور العملة التي كسرت كاهل أرباب الأسر بل كل فقرة من فقرات العمود ، نعم نراها في سحق الشباب الذي جعلتم منه سلعة وحطام شاخ قبل المشيب ، أقصى طموحه أن يكون جندياً ، وهو أعلم بوبال هذا الطريق .. نعم نراكم أوضح من حجم معاناتنا ..

اعلموا أن ما يحدث لهذا الشعب من إبادة جماعية عجز ان يكتبها القلم أو تصورها الوسائط ..
فنحن لا نحتاج إلى قادة بحجم الوطن ، ولكن نحتاج إلى حجم خبزاً يشبعنا بهذا الوطن ..

فيا أيها المتربعون على عرش عفتنا وعزة انفسنا المانعون الماعون هل ترون أم سكّرت ابصاركم ، لا والله ، بل إن ما يجري لن تراه اعين من جمع فاوعى ، ولا أعين تأسفكم ولا تظاهر حزنكم ولكنه فقط يحتاج إلى انسان كي يراه ..
فإنها لا تعمى الأبصار ولكن تعمى القلوب التي في الصدور ..

نعم نعترف أن مأساتنا المفتعلة قد نالت من كل شيء فينا إلا الكرامة والأنفة ، فمازالتا هي ذلك الوقود التي يعول عليها إذا ما تم إذلال الكريم وطفح كيل الحليم .
فحينها لن نبقي ولن نذر .. ولمن انتصر بعد ظلمه فأؤلئك ماعليهم من سبيل ..

وستحل نفسها ياسيد ..!!