لمن يتباكى على عهد عفاش.. احترموا دماء الشهداء وذاكرة الجنوب
نتعجب بل إننا نصاب بالذهول، من بعض الأصوات الجنوبية التي تخرج علينا بين الحين والاخر تتباكى على زمن علي عبدالله صالح (عفاش) وكأنهم نسوا أو تناسوا تاريخاً أسوداً من القهر والدم والتهميش، وكأن المجازر والمآسي التي ارتكبتها قوات عفاش ضد الجنوب لم تكن يوماً واقعاً وألم عاشه كل بيت جنوبي!
الرسالة لمن يتباكون ويذرفون دموع الحنين الكاذبة ويقارنون بجهل أو تجاهل، بين الوضع المعيشي اليوم وتلك السنوات السوداء من الجمر والدم في عهد المثلج ( عفاش) التي طحنت الجنوب وشعبه منذ دخول شعبنا في الوحدة المشؤومة عام 1990م .!
أن (عفاش) هوه نفسه من سلم زمام كل الامور والجيوش بعده وعتاده لمليشيات الحوثي الإيرانية.؟.
فعن أي مقارنة هذه التي يضعها البعض بين معاناة اليوم رغم قسوتها وبين عهد عفاش الذي لم يعرف للجنوب وشعبه سوى القهر والدمار؟! ألا تعلمون، أم تتجاهلون، أن علي عبدالله صالح هو من سلم الدولة ومقدراتها وعتادها للحوثيين على طبق من خيانة؟! أليس هو من أعطى الضوء الأخضر للحوثي وتمكينه من السيطرة على العاصمة اليمنية صنعاء، وتوجيه ما يسمى الحرس الجمهوري وعتاد الدولة العسكري بأكمله لاجتياح عاصمتنا عدن وأبين وكل مدن الجنوب ؟!
هل نسيتم أنه سلّم كل المعسكرات والعتاد الثقيل والمتوسط والخفيف، وسلّم وقاد الألوية والذخائر والمخازن والدبابات وتحالفه مع مليشيا الحوثي ؟!
نعم، فلولا خيانة عفاش وتحالفه مع الحوثيين، لما اجتاحوا وسيطروا على صنعاء والشمال المحتل إلى اليوم، ولما تمددوا حينها نحو الجنوب ودخلوا عدن.
لكن الله كان معنا، وبفضل تضحيات رجال الجنوب الأبطال، تحررت العاصمة عدن، وأرض الجنوب وعادت الأرض لأهلها، وتم كسر هذا الغزو والمد الفارسي الحوثي، رغم تحالف قوات الحرس الجمهوري التابع للمخلوع عفاش معه. ودعمهم بكل أنواع الأسلحة.؟
للتذكير كذلك لا ننسى مجازر حرب صيف 1994م؟
مروراً إلى مذابح 2015م وتحالف عفاش مع الحوثي
هل نسيتم كذلك كيف همّش وسرّح وأقصاء القيادات العسكرية والكوادر الجنوبية وكيف دمّر المؤسسة العسكرية والأمنية وكامل مقومات دولة الجنوب؟!
ونهب الأرض والثروة، وقتل الحلم الجنوبي لعقود ؟!
فمن يُمجد أو يتباكئ على عفاش اليوم ويصف عهده بـ "الزمن الجميل" نقول له أخجل من الحقيقة ، كفاكم باطلاً وتدليس تمجيداً لعهد اسود، على الأقل احترموا دماء الشهداء ، وآهات الجرحى ، وصرخات الأمهات ، واحترموا ذاكرة التاريخ وذاكرة شعب بأكملة، دماء الشهداء التي سفكت دفاعاً عن أرض الجنوب الطاهرة من جيوش جحافل الحوثي وعفاش ونظام صنعاء.!
أن تحالف عفاش مع الحوثي كان الطعنة الأخيرة منه في خاصرة الجنوب، وأن نهايته على يد ذلك الحليف وبالغدر به كانت عدالة إلهية لكل ظالم ومن غدر وخان بالشعب وتحالف مع من باعوا الوطن والدين لإيران .