الشكوى
بقلم: حسين السليماني الحنشي.
كانت الشوارع تعج بالأصوات والصراخ، حيث كان الناس يرفعون شعارات تطالب بالعدالة وحقهم في حياة كريمة. كانت الأمة تعاني من الألم والمعاناة، وكانت الشكوى تتناقل بين الأفراد...
ومع مرور الوقت، بدأت الشكوى تتفاقم وتزداد، فقد انطفأت الأنوار وأصبح الليل حالكًا، والدموع تتدفق والدماء تسيل في شوارع قُرانا، والأشلاء متناثرة على جدران المنازل في بعض أوطاننا، وأصبح السمع مثقلًا بأصوات النحيب من كل مكان.
بعد فترة طويلة، أدركت الأمة أن الشكوى لمجلس الأمن والأمم المتحدة كانت أكثر إيلامًا ونقصًا في حق أمة عظيمة تتوسل للسلام وتطلب المساعدات، بينما ثرواتها تملأ العالم. وبدأت الشعوب ترى في هذه المؤسسات الدولية عبئًا ثقيلاً بلا جدوى...
كان الأفراد مشغولين بأوجاعهم، وشكاوى الناس تتبادل بينهم، مما أدى إلى زيادة الألم والندم في نفوسهم.
لكن وسط هذا الألم المتكرر والمعاناة، كان الاستبداد والقمع من الداخل والدعم الخارجي له هو السبب.
ومن بين الأنقاض، خرجت الأجيال السابقة حاملة لواء النصر. ورغم ما نراه اليوم من تدمير للمنازل والمدارس والجامعات والمستشفيات والجسور، إلا أن الله يصنع لهذه الأمة من يجدد روحها في جميع المجالات. وستعمل على تحقيق أهدافها في حق الحياة الكريمة. وفي الوقت الذي يراه المؤمنون قريبًا، ستنتهي الشكوى ويبدأ العمل من أجل الحياة...


