الوجع

بقلم/ حسين السليماني الحنشي 

لو تعلم يا وطني، كم يعيش فوق ترابك من جوعى تعرفهم الأمم باليأس، وعلى وجوههم خطوط التجاعيد المبكره، فهل أخبروك ياوطني، كم لُحى لكبار السُن قد ذُلت؟
وطني كأنك مسلوب؟! فلا نجد بك خدمات، فقد قُطعت...
ولكن هناك سجونا قد فُتحت، فيها حكايا المظلومين جيلاً بعد جيل...
أصبحنا موظفون بلا راتب، وجنودا نحمي من يبيعك، وأغلبنا جوعى؛ لأننا لازلنا منتظرين صكوك الغفران...
وطني لو تعلم كم من ضلوع مُزقت، وهي تطلب لقمة العيش، وكم بيوتاً أصبحت خاوية من أهلها تبحث عن مايسد رمقها...
وطني شوارعك  تعوم بمياه الصرف الصحي ...
إن الأجساد يا وطني، متهالكة وهزيلة أنهكها التعب، وهي تحلم بالعيش بآدمية سوية على ترابك!
وطني لو تعلم عدد حبات رمالك، فقد سقاها الأحرار بدمائهم الزكية، لكنهم ماتوا... فأضاعت ملامح الطريق من أقدامنا، خوفاً من أن  يستأصلون ماتبقي لنا بأيد باردة !
فمن يشفق علينا يا وطني؟
فهل تلفظ حدودك أجسادنا المتعبة الباحثة عن لقمة العيش؟
أو تسلمنا حدودك لمن يغلق أبواب الحياة أمامنا، فصرنا إلى الذل أقرب، بل ونشاهد بعضنا البعض يذبح وكأننا قطيع لايملك من أمره شئ!
فصار وطني إلى جانبي يَئنّ وجع الأيام...