( العقلية الراسخة)
كنت في حينها اعمل نائب لمدير عام المؤسسة العامة للمسالخ واسواق اللحوم وقد جئت إلى المؤسسة وهي في حالة يرثى لها وتفتقر إلى العمل الإداري والمالي الصحيح و المنظم والملتزم ولا يوجد فيها اي نشاط او توسعة لمفهوم النشاط والتطوير والتأهيل والبناء المؤسسى كمنظومة عمل متكاملة ومتجانسة وكان الموظفين والعاملين فيها في حالة من اليأس والتدمر بسبب عدم دفع رواتبهم خاصة بعد الحرب بشكلا منتظم وإيضا لسوء الإدارة.
فكان من اول اهتماماتي هو تأمين رواتب الموظفين بأي شكل حتى يتم استقرارهم نفسيا ومعنويا وكانت هناك مشكلة قانونية لم تعالج بسبب العقلية العقيمة و الغير منتجة التي كانت تدير المؤسسة ولا زالت حتى يومنا هذا والتي لا تمتلك اي رؤيا ولا كفاءة او خبرة لمعالجة تلك المشكلة مع الجهات المعنية وذات الإختصاص لأنها كانت ولازالت ترى ان اي معالجة للمؤسسة وتصحيح اوضاعها ليس في مصلحتها الشخصية وهو قرار ضم مؤسسة المسالخ في فروع المحافظات إلى السلطات المحلية في المحافظات بعد ان كانت تتبع وزارة الأشغال العامة حيث ظلت المؤسسة حتى يومنا هذا لا هي مؤسسة محلية ولا مؤسسة عامة لأن الية التنفيذ للقرار لم تلتئم حتى تتحول المؤسسة العامة للمسالخ إلى مؤسسة محلية كمثل المؤسسة المحلية للمياه وهنا كانت تكمن معضلة الرواتب لأن المؤسسة العامة كانت تدفع رواتبها من ايراداتها بحسب قرار إنشاءها كمؤسسة عامة مستقلة إداريا وماليا ولها شخصيتها الإعتبارية وذمتها المالية المستقلة.
وفي هذا الوقت صدر قرار جمهوري بتعين شخصية مرموقة وعقلية راسخة ومخضرمة كرازمية وخبير اقتصادي وهو الشيخ والأستاذ و الدكتور عبدالعزيز المفلحي كمحافظ لمحافظة عدن ولم اكن اعرف الرجل من قبل ولكن الحديث عن الرجل كان يسبقه لسمعته الطيبة وكفاءته ونزاهته فسارعت إلى كيفية الوصول إليه لشرح وضع المؤسسة للحصول على التعاون والمساعدة الممكنة لإنشال وضع المؤسسة والموظفين والعاملين فيها رغم الظروف السياسية التي اعاقت الأستاذ الدكتور المفلحي عن دخول مبنى المحافظة مما اضطرني للذهاب إلى اكثر من جهة يمكن ان توصلني للسيد المحافظ وفعلا كان لي ذلك بفضل كثير من الأصدقاء وعلى رأسهم الأستاذ محمد سعيد المفلحي وكيل المحافظة والأستاذة عذراء المدراسي سكرتيرة المحافظ والأستاذ علي طه صالح مدير عام مكتب مالية عدن وفعلا التقيت بالدكتور المفلحي في مقر اقامته في معاشيق ومن عاداتي وطباعي في عملي انني احضر وانا جاهز بوثائقي واوراقي وطلباتي الخاصة بعملي وفعلا و بعد الجلوس معه ومناقشته في كثير من التفاصيل فيما يتعلق بوضع المؤسسة وكان الرجل دقيق وحريص ولكنه ليس معرقل بل كان حرص على تأهيل وبناء مرافق ومؤسسات الدولة كان رجل دولة من العيار الثقيل ثاقب النظر لماح وراسخ العقل وحاضر الذهن فوجه بصرف راتب شهرين للموظفين والعاملين في المؤسسة رغم الوضع القانوني للمؤسسة في ذلك الوقت وهنا اقولها بصراحة اننا خسرنا كأبناء عدن عقلية راسخة ومنتجة كعقلية الأستاذ الدكتور عبد العزيز المفلحي رغم قصر الفترة التي تولى فيها قيادة محافظة عدن ولو طالت قليلا فترة قيادتها لكانت مدينة عدن تعيش اجمل اوقاتها واوضاعها الامنية المستقرة الإقتصادية والتنموية والإستثمارية وحقيقة لا زلنا ولا زالت محافظة عدن بحاجة لرجل ولشخصية تكون بنفس نزاهة وقدرات وامكانيات الأستاذ الدكتور عبدالعزيز المفلحي٠
#المريسي٠