العيسي... وطن حين غاب الوطنيون

العيسي... وطن حين غاب الوطنيون

( أبين الآن ) أحمد الحامدي

في وقتٍ تخلّت فيه الدولة، ممثَّلةً بوزارتها المعنيّة، عن مسؤولياتها تجاه دعم معسكرات منتخباتنا الوطنية، وذهب الجميع، لم نجد سوى الشيخ أحمد صالح العيسي يقف وحيدًا، يصارع التحديات، ويتكفّل بكافة الترتيبات اللوجستية والمعسكرات التدريبية، من أجل أن يظهر منتخب اليمن بالشكل اللائق، ويشرّف البلاد في المحافل الخارجية.

ماحدث اليوم كارثة حسب المعلومات التي تؤكّد انتهاء فترة المعسكرين التدريبيين لمنتخبي الشباب والأولمبي في كلٍّ من صنعاء ومأرب، وتنحّي المحافظتين عن استضافة ما تبقّى من فترة الإعداد، وكأنّ الأمر لا يعني أحدًا، ولكن هو في الحقيقة شي مؤسف للغاية ان تقف في وجه نخبة من مختلف المحافظات اليمنية اجتمعوا على قلب رجل واحد ليمثلوا اليمن في المحافل الخارجية بينما انت تتعامل معهم بمعاملة لاتعليق بهم ولا بوطنهم واصالتهم التاريخية.

لقد تناسى البعض أن هذا المنتخب لا يمثّل محافظةً بعينها، بل هو صوت الدولة في الخارج، وهو الأمل الوحيد المتبقّي لهذا الشعب الجريح، وهو الجسر الذي يربط بين أبناء اليمن؛ ذلك المنتخب الذي وحّد القلوب، وجمع الشتات، وأدخل الفرحة إلى كلّ بيت يمنيّ في لحظات نادرة.

اليوم، سيدرك الجميع أن العيسي لم يكن مجرد داعم... بل كان هو الوطن نفسه. هو الرجل الذي وقف في أحلك الظروف، ورفض أن تغيب المنتخبات عن المشهد، فحافظ على وجودها، وأعدّها، وساندها، حتى تبقى راية اليمن مرفوعة بين الأمم.