غزة تجوع.. والعالم يتحرك

بقلم: سناء العطوي 

حين تجوع غزة، لا يجوع أهلها وحدهم، بل يجوع معهم الضمير الإنساني، ويضيق العالم باتساعه، وتبكي الشاشات التي تعودت على الصمت. 

أنا لست إلا صوتًا بين ملايين الأصوات، لكني أحمل في حروفي وجعًا يعبر القارات، ورسالة باسم كل من لا يستطيع أن يصرخ: "كفى".

غزة اليوم، ليست مجرد شريط جغرافي محاصر، بل رمز لصراع طويل بين الجوع والعدالة، بين القتل والحياة، بين صمت العالم وصوت الأطفال الباحثين عن كسرة خبز أو جرعة ماء.

 مشاهد الأجساد الهزيلة، والأمهات اللواتي يخبزن الألم على نار الخوف، ليست مشاهدًا من أفلام خيالية، بل واقع يُبثّ مباشرًا على مرأى العالم.

لكن وسط هذا الظلام، ينبثق نور الحراك العالمي، ذاك الذي يقوده أناس لا يعرفون غزة إلا بالحق، ولا يرون أهلها إلا بشبههم الإنساني. مظاهرات في شوارع باريس، شعارات في نيويورك، خيام اعتصام في لندن، ومسيرات صامتة في شتى بقاع الأرض.
 شعوب ما عادت تنتظر موافقة الإعلام، ولا تصاريح الحكومات، بل هتفت بلغات شتى: افتحوا المعابر.. أوقفوا الجوع!

الحراك العالمي ضد التجويع في غزة ليس موضة عابرة، ولا لحظة عاطفية، بل وعي يتشكل، وضمير عالمي يعيد رسم خريطة الإنسانية. 
لقد أدرك كثيرون أن الصمت شراكة في الجريمة، وأن الوقوف مع غزة ليس وقوفًا مع شعب فقط، بل وقوفًا مع قيم العدالة والحرية والكرامة الإنسانية.

وأنا، بصفتي المتحدثة هنا، لا أكتب من برج عاجي، ولا أملك سوى كلمات، لكني أؤمن أن الكلمات تُحدث موجات، وأن كل صوت يرفض الظلم يُحيي أملًا. 

لذا، أرفع صوتي مع كل من قال:
"غزة ليست وحدها"
"والجوع فيها وصمة على جبين البشرية"
"والتضامن معها حقٌ، لا فضل فيه."

قد لا يغير المقال واقعًا بأكمله، لكنه قد يُوقظ ضميرًا، وقد يصنع من القارئ إنسانًا فاعلًا، لا متفرجًا.
فلتكن غزة في قلوبنا، لا في الأخبار فقط، ولنجعل من وجعها نقطة انطلاق لحراكٍ عالميٍ لا يتوقف.. حتى تشبع غزة، وحتى تحيا بكرامة.

            الكاتبة: سناء العطوي