عدو الجوع والفقر أخطر من عدو السلاح
الناس لا يموتون دائما بالرصاص بل كثيرا ما يسقطون جوعا يدفنون تحت انقاض الخذلان ويهزمون بلا طلقة واحدة، في بلد ترتفع فيه رايات الحرب وتدوى شعارات النصر ينسى ان العدو الحقيقي ليس من يحمل السلاح بل من يحاصر الارواح بصمت الجوع والفقر
كيف نقنع انفسنا بالنصر وداخل حدودنا يهزم الطفل امام حاوية قمامة وتطهو الام ما لا يؤكل ويفترش المريض الارض بانتظار دواء لا يأتي كيف يرفع شعار التحرير فيما البطون خاوية والكرامة تسحق على الارصفة والاباء يمدون اياديهم على ابواب المساجد اتقاء لعدو الجوع
هذه ليست مشاهد من رواية حزينة بل واقع يومي يعيشه الآلاف العدو ليس فقط من نقاتله بل من نهمله
هل من المنطق ان تمول الجبهات بالمليارات بينما تترك الجهات المنسية تصارع الألم كيف نبرر انفاق المليارات خارج حدود وطن يصرخ داخله من القهر ويبنى خارجه بينما ينهار في جوهره
الناس لا تطلب المستحيل بل تطلب الحياة تطلب طعاما لا يهان عليه ودواء لا يؤجل حتى الموت تطلب وطنا يشبهها لا ساحة لحروب لا تملك خيارها
ان كنا نطمح الى انتصار حقيقي فلنبدأ بمعركة الداخل معركة ضد الفقر والجوع والخذلان عندها فقط يمكن ان نقول اننا انتصرنا