من الشعيب.. تنبع الحياة والأمل
من سفوح الريف وجبال الشعيب، من بين الوديان والمزارع والحقول والتضاريس الوعرة، ينبثق الأمل والتفاعل، ويولد الخير من رحم المعاناة. هنا، في هذا الجزء الأصيل من اليمن، يشع نور المستقبل في عيون أبنائنا وشبابنا الذين يتطلعون إلى الحرية والتعليم والثقافة والحب والسلام.
هؤلاء الشباب لا يكتفون بالحلم، بل يعملون على نشر رسالة محبة وسلام إلى كل ربوع اليمن، وخاصة إلى الشعيب. في هذه الأيام، يشهد المديرية موسمًا رياضيًا استثنائيًا، فريدًا في تنظيمه، راقٍ في أدائه، مميز في ترتيبه وذوقه.
لقد أثبت شباب الشعيب، في عمر الزهور، أنهم قادرون على صنع الفرق، رغم ما تمر به البلاد من ظروف قاسية، من حرب وشتات ومشاكل معيشية واقتصادية. هؤلاء الشباب قرروا أن يواجهوا الواقع برسالة أمل، وأن يجعلوا من الرياضة وسيلة للتواصل والتسامح وبناء الجسور بين القرى والفرق.
الرياضة في الشعيب هذه المرة ليست مجرد مباريات، بل هي مشروع اجتماعي وثقافي، ساهم في الحد من الظواهر السلبية، مثل تعاطي القات وبعض المواد الضارة، وأسهم في تهذيب النفوس والتقريب بين الناس، والابتعاد عن الخلافات والعادات القروية السلبية.
ورغم غياب الدولة، برهنت هذه الأنشطة على أن المجتمع قادر على البناء والتنمية بمبادراته الذاتية. وفي هذا السياق، لا يمكننا أن نغفل دور رجل الخير والعطاء، محسن القشم ، الذي كان له الأثر البارز في دعم هذا الموسم الرياضي ورعايته، فله منا جزيل الشكر والتقدير، لما له من بصمات واضحة في هذا المجال.
رسالتي هنا هي دعوة لوسائل الإعلام المحلية والوطنية لتسليط الضوء على هذا النموذج المشرق من بين ركام الحرب والصراعات، لأنه يستحق أن يُروى ويُحتذى به.
من الشعيب، من بين الجبال والأودية، تخرج رسالة حب وسلام والتسامح إلى كل اليمن.