موجة اعتقالات حوثية تطال معلمين وطلابًا في إب وتعز... وتنديد بانتهاكات "طائفية ممنهجة"

(أبين الآن) متابعات
وسّعت جماعة الحوثي، التي تسيطر على مناطق واسعة في شمال اليمن، من حملة الاعتقالات التعسفية التي بدأتها منذ أسابيع في محافظة إب، لتشمل أطراف محافظة تعز، وسط تنديد حقوقي واسع ومخاوف من موجة قمع طائفية ممنهجة تستهدف المعلمين والشخصيات الاجتماعية والطلاب.
وقالت مصادر محلية إن الحوثيين اقتحموا منازل ومؤسسات تعليمية في مديرية ماوية (شمال شرقي تعز)، واعتقلوا العشرات من المدرسين ومديري المدارس، واقتادوهم إلى "معتقل الصالح"، سيئ السمعة، الذي يشتهر بعمليات تعذيب جسدي ونفسي واحتجاز غير قانوني منذ سنوات.
وذكرت مصادر حقوقية أن الحملة شملت أيضًا اقتحام أحد مساجد أهل السنة في سوق السويداء، وطرد إمامه، وتفتيش هواتف المصلين، وفرض خطباء جدد من المنتمين إلى صعدة، في محاولة لفرض تغييرات مذهبية قسرية في المناطق ذات الأغلبية السنية.
وأكدت إشراق المقطري، عضو اللجنة الوطنية للتحقيق في ادعاءات انتهاكات حقوق الإنسان، أن الاعتقالات خلال يومي 29 و30 يوليو طالت معلمين وطلابًا وأطباء، من بينهم: رضوان عبد الله، جمال محمد، نجيب أحمد، جلال المهاجري، حسن الشرعبي، منصور الزراعي، ومحمد الحمري، وآخرين، وجميعهم اتهموا بتجنيد أفراد لصالح الحكومة المعترف بها دولياً، دون أي أدلة واضحة.
كما امتدت الحملة إلى ريف محافظة إب، حيث اختُطف عدد من المعلمين من منازلهم ومدارسهم، من أبرزهم عباس الوشاح، عبده الحياني، محمد الجبلي، وعادل العثماني، فيما لا يزال مصير الشاب عمار أبو أصبع مجهولًا بعد اعتقاله في إحدى نقاط التفتيش أثناء سفره للعمل في الخارج.
وفي حادثة أخرى تعكس الاستهتار بأرواح المدنيين، دهست مركبة عسكرية حوثية (طقم) المعلم عبد السلام قاسم في منطقة الحوبان، مما أدى إلى إصابته بجراح خطيرة نُقل على إثرها إلى المستشفى، وهو في حالة صحية حرجة.
أما على صعيد تجنيد الطلبة، فقد لقي الطالب عقبة أبو راس، وهو في المستوى الخامس بكلية الطب بجامعة العلوم والتكنولوجيا، مصرعه داخل معسكر حوثي بمحافظة الحديدة بعد استدراجه عبر ما يُعرف بـ"ملتقى الطالب الجامعي"، ذراع الجماعة داخل الجامعات. وبحسب المصادر الطلابية، فإن الجماعة جندت أكثر من 200 طالب منذ سيطرتها على الجامعة، بعد إخضاع المئات لدورات فكرية طائفية مغلقة.
من جانبها، أدانت "الشبكة اليمنية للحقوق والحريات" هذه الحملة القمعية، معتبرةً إياها انتهاكًا صارخًا للقوانين الدولية، وعمليات إخفاء قسري تهدد مستقبل التعليم في اليمن. ودعت الأمم المتحدة والمنظمات الدولية للتدخل العاجل لوضع حد لهذه الانتهاكات.