طيران اليمنية.. من ناقل وطني إلى عبء على المواطن

بقلم: الدكتور فوزي النخعي 


في كل دول العالم تُباع تذاكر الطيران بالعملة المحلية احترامًا لاقتصاد البلد ولتسهيل خدمات السفر أمام المواطنين. هذه قاعدة عامة يعرفها كل مسافر، لكنها لا تنطبق – ومع الأسف – على طيران اليمنية، الذي يُفترض أن يكون الناقل الوطني الوحيد والمفخرة التي يعتمد عليها اليمنيون، فإذا به يتحول إلى عبء ثقيل عليهم.

ففي الوقت الذي شهدت فيه العملة المحلية تحسناً وتعافياً نسبيًا أمام العملات الأجنبية خلال الفترة الماضية، لا تزال إدارة طيران اليمنية تُصر على بيع التذاكر بالدولار في مكاتبها بالعاصمة عدن، هذا الأمر يُشكل استنزافاً مباشراً لجيوب المواطنين، خصوصًا وأن الغالبية العظمى من اليمنيين تتعامل بالريال ولا تتقاضى رواتبها بالدولار.

إن سياسة اليمنية في تسعير التذاكر بالعملة الصعبة تكشف عن خلل إداري عميق وغياب للرقابة والمحاسبة، فهي لا تراعي الظروف الاقتصادية الصعبة التي يعيشها المواطن، ولا تعكس أي حرص على دوره كناقل وطني يُفترض أن يقدم الخدمة للمواطن أولًا، لا أن يزيد من معاناته.

والمفارقة أن شركات الطيران الأجنبية التي تسير رحلات إلى اليمن تبيع تذاكرها بالعملة المحلية في بلدانها الأصلية، بينما طيران اليمنية – الناقل الوطني – يفرض على مواطنيه الدفع بالدولار وكأنه يعمل خارج الحدود.

إن استمرار هذا الوضع يمثل إهانة للمواطن وعبثاً بالاقتصاد الوطني، ويؤكد الحاجة الملحة إلى إصلاح جذري في إدارة هذه المؤسسة. فإما أن تكون اليمنية ناقلاً وطنياً بحق يضع المواطن في مقدمة اهتماماته، أو تظل كما هي اليوم: أسوأ ناقل وطني بلا رقيب ولا حسيب.

ودمتم سالمين