هل الانفصال مجرد حلم؟ أم زوبعة في فنجان؟
بقلم: علي هادي الأصحري
يتساءل الكثير اليوم هل الانفصال حلم صدّقه الحالمون؟ أم أمنية تبنّاها المتمنّون؟
لقد أصبح الحديث عن استعادة الدولة وانفصال الجنوب حديث المجالس ونقطة خلاف في كل نقاش سياسي لكن هل كل ما يُقال يتحوّل إلى واقع؟ وهل الأمنيات وحدها تكفي لخلق كيانٍ سياسي جديد؟
المؤشرات على الأرض لا تُبشّر بما يُروّج له البعض بل إن الكثير منها يُشير إلى أن مشروع الانفصال قد لا يتعدى كونه زوبعة في فنجان ضجيج سياسي في واقعٍ متصدّع وأزمات متراكمة لم تجد حلاً حتى الآن.
الواقع يقول إن الجنوب اليوم ليس على قلب رجلٍ واحد والانقسامات الداخلية والتجاذبات بين المكونات وغياب الرؤية الموحدة كلّها عوامل تجعل من حلم الانفصال أمراً معقداً إن لم يكن مستحيلاً في الظروف الراهنة.
ثمّة سؤال مهم يُدار
كيف يمكن المطالبة بالانفصال بينما بعض أبناء الجنوب يقفون ضده؟
وكيف يمكن الحديث عن كيانٍ جديد وهناك محافظات جنوبية بأكملها لم تقل كلمتها بعد بل وترفض أن تُفرض عليها قرارات لا تمثلها؟
الواقع الإقليمي والدولي أيضاً لا يمنح هذا المشروع أي غطاء شرعي أو سياسي ما يجعله أشبه بـأمنية يُجمّلها الإعلام ويُحمّس لها البعض، لكنّه يصطدم بالحقائق كلما اقترب منها.
نحن لا نعارض الأحلام ولكننا نطالب بالعقلانية.
الوطن لا يُبنى بالأمنيات بل بالرؤية والاتفاق والعدالة والشراكة الحقيقية.
فمن أراد مستقبلاً مشرقاً للجنوب أو للشمال عليه أن يبدأ أولاً ببناء الإنسان لا تمزيق الأرض.
في النهاية
قد يكون الانفصال شعاراً عند البعض لكنه يظل حتى الآن حلماً مؤجلاً تحيطه الضبابية وتخذله الوقائع.
ولعل الأيام القادمة وحدها من ستكشف الحقيقة ولكن بعين الواقع لا باندفاع العاطفة.


