"دموع ليست بريئة – الجزء الثالث"
بقلم: صفاء المليح
لم يكن ما في الصندوق مجرد أوراق وصور… كان أشبه بباب جهنم الذي فُتح على مصراعيه.
ارتجفت يد ريم وهي تسحب أول ورقة: رسالة قديمة بخط يدٍ مهتز، فيها كلمات غير مكتملة:
"كان يجب ألا يعرف أحد… سامحيني يا ليان… لقد فعلتُ ذلك لأجلك."
لم يكن عليها توقيع، فقط حرف أول من اسم شخص تعرفه الفتيات جيدًا… شخص لم يكن يخطر على بالهن أن يكون مرتبطًا بها.
تلتها سمر بسحب صورة من الصندوق… صورة التقطت خلسة، تظهر ليان في مكان بعيد عن القرية، مع امرأة غريبة الملامح. وفي خلفية الصورة، مبنى لم يره أحد من قبل.
قالت سمر بصوت مرتجف:
– "هذا ليس في قريتنا… أين كانت تذهب كل تلك الأيام؟"
أما حنان، فقد وجدت دفترًا صغيرًا مليئًا بالرموز والدوائر والكلمات المقطعة. بدا أشبه بمذكرات مشفرة. قلبت الصفحات بسرعة، حتى توقفت عند صفحة مكتوب فيها بخط كبير:
"سيأتي اليوم الذي يعرفون فيه… لكنهم لن يصدقوا."
ساد الصمت لثوانٍ ثقيلة… كل شيء في الصندوق يفتح أبوابًا جديدة من الأسئلة، لكنه لا يعطي أي إجابة.
قالت ريم بصوت مخنوق:
– "إذا كشفنا هذا… حياتها ستنتهي."
أجابت سمر:
– "لكن إذا بقينا صامتات… ربما نحن جزء من الجريمة."
وقبل أن يغادرن الطاحونة، وجدن ورقة صغيرة في قاع الصندوق، جديدة بخلاف بقية الأوراق، كتب فيها بخط حاد:
"لقد بدأتم تبحثون… لكن هل أنتن مستعدات للحقيقة؟"
خرجت الفتيات وهن يرتجفن، يدركن أنهن تورطن في شيء أكبر منهن بكثير… وأن ليان ربما تعرف بالفعل كل خطوة سيقمن بها.
وفي تلك الليلة، عادت ليان إلى غرفتها، جلست أمام مرآتها، ومسحت دموعًا زائفة من وجهها… ثم تمتمت بصوت خافت:
"لقد بدأ اللعب الحقيقي."
الرسالة:
الحقيقة مثل النار… إذا اقتربت منها أكثر مما ينبغي، فلن تحرق السر وحده، بل كل من يحاول كشفه.
✍️ بقلم: صفاء المليح