حضرموت.. لن تُكسر 

لم يدرك أولئك الرخيصون، الصغار في عقولهم ونياتهم، أن حضرموت ليست رقعة تُساوَم، ولا أرضًا تُباع في سوق النخاسة السياسية. حضرموت أكبر من أحلامهم المريضة، وأقوى من مشاريعهم المشبوهة. ومستقبلها سيُرسم بإرادة أبنائها الأحرار، لا بأيدي العملاء والمرتهنين.

حضرموت ليست مطيّةً لأحد، وليست ساحةً لمن باعوا ضمائرهم بثمنٍ تافه. إنها هوية راسخة، وتاريخ ناصع، ومن يجهل تاريخها فليقرأ جيدًا قبل أن يتطاول.

نعم، تتعرض حضرموت لتكالب شرس، ولخناجر الغدر من الداخل والخارج، لكننا نُقسم أنها ستنهض من وسط هذا الظلام، وستكسر كل مؤامراتهم كما كسرت قبلها طغيان الإرهاب.

حين كانت حضرموت، وتحديدًا ساحلها، ترزح تحت بطش الإرهاب، كان الجبناء يختبئون خلف الأبواب، لا يملكون حتى شجاعة النظر إلى الشارع.

أما حين نهضت قوات النخبة الحضرمية، وخاضت معارك الشرف والتحرير، وقدّمت التضحيات دون تردد، استطاعت أن تنتزع حضرموت من براثن الجحيم وتعيد لها كرامتها.

واليوم، بدلاً من تكريم هذه القوات البطلة، يجري التآمر عليها ومحاولة إقصائها من مشهدٍ هي صانعته بدماء أبنائها. هذه مؤامرة خسيسة، تُدار من غرف مظلمة، وسينكشف من يقف خلفها عاجلًا أم آجلًا.

حضرموت ليست لقمة سائغة، ولن تكون ورقة في يد أحد. إنها قلعةٌ شامخة، عصية على الكسر، وستبقى شوكة في حلوق الخائنين والمُتآمرين. إرادتها أصلب من سلاحهم، وعزيمتها لا تلين.

وفي الختام نقولها بوضوح: حضرموت هي قلب الجنوب وروحه، وستظل على عهدها، ثابتة خلف مشروع الدولة الجنوبية الفدرالية، بقيادة المجلس الانتقالي الجنوبي، حتى استعادة السيادة وبناء الدولة التي تليق بشعب الجنوب.