حتماً سيشهد وطني انقراض المعلمين وأساتذة الجامعات

إننا نعيش في بلد  حتما  سيشهد انقراض المعلمين وأساتذة الجامعات، حيث تلوح في الأفق سنوات مظلمة تُغلق فيها المدارس والجامعات، ليس بسبب نقص الطلاب، بل لانعدام الكادر التعليمي الذي يُعد العمود الفقري لأي نهضة حضارية.

عندما يصبح راتب المعلم لا يتجاوز 100 ريال سعودي، وراتب الأستاذ الجامعي بالكاد يصل إلى 300 ريال سعودي، بينما تُخصص رواتب المسؤولين بعشرات الآلاف، بل مئات الآلاف من الدولارات، فإننا أمام مشهد يعكس انهيارًا في منظومة القيم الوطنية، وتفككًا في أولويات الدولة التي باتت تُدار بمنطق يخدم القلة على حساب الأغلبية.

وفي ظل بلد مرهون لتحالف أجنبي عربي، يسعى إلى خنق الشعب عبر سياسات التجويع والأزمات المفتعلة، نجد أنفسنا أمام مخطط استعماري ممنهج، يهدف إلى تدمير دولة غنية جدًا بمواردها، تقع في قلب جنوب الجزيرة العربية. هذا المخطط لا يكتفي باستنزاف الثروات، بل يستهدف أيضًا تدمير العقول، لأن التعليم هو الحصن الأخير الذي يحمي هوية الشعوب وكرامتها.

إن هذه السياسات ليست مجرد أخطاء عابرة أو سوء إدارة، بل هي جزء من استراتيجية طويلة الأمد تهدف إلى تفكيك البنية المجتمعية وإضعافها. فحينما يُهمش التعليم، ويتحول المعلم إلى ضحية، فإننا نفتح الباب أمام جيل بلا وعي، بلا أمل، وبلا مستقبل.

لكن، وسط هذا الظلام، يبقى الأمل معقودًا على وعي الشعب وإرادته. فالتعليم ليس رفاهية، بل هو سلاح الشعوب الأقوى، وأساس أي مشروع نهضوي حقيقي. علينا أن ندرك أن الاستثمار في الإنسان هو السبيل الوحيد للخروج من هذه الدوامة، وأن نعيد بناء منظومة تعليمية تُقدّر المعلم، وتضعه في مكانته التي يستحقها كصانع للأجيال.

ولكن تبقى الأسئلة المصيرية: متى نطرق جدار الخزان؟.. ومن سيعلق الجرس؟.