الوقت هو أثمن ما نملك
دعني آخذك معي في تجربة حول الوقت الثمين الذي يجب أن تحرص عليه، عندما تُتاح لك فرصة الجلوس والالتقاء بأحد الخبراء في المجال الذي تعمل به، أو في أي مجال آخر. فهذه الفرص احرص على ألا تهدرها، لأنها نادرة، وقد لا تتكرر. إن الاستماع إلى أصحاب القيادة والخبرة الذين يملكون معلومات مفيدة، أمر في غاية الأهمية؛ فهؤلاء يكونون صُنّاعًا جيدين للفكر والقرارات، ولو لم يكونوا كذلك، لما سُنحت لهم الفرصة للقيادة، سواء في الشركة أو المؤسسة.القادة هم دائمًا من يقدّرون قيمة الوقت. وقد قرأتُ لأحد الكُتّاب قوله: "كلما تقدم بنا العمر، نما لدينا الإحساس بقيمة الوقت." فالوقت، بالنسبة لأعمارنا، هو أثمن ما نملك. وعندما نستخدم أوقاتنا في هذا العمر لخدمة الجيل الجديد المتعطش لتطوير نفسه، أعتقد أننا سنتمكن من تغيير حياة الكثير منهم بشكل إيجابي. فالوقت يُعد شيئًا غاليًا وثمينًا؛ لأنه السلعة الوحيدة التي لا يمكن زيادتها مهما فعلت، وهو العنصر الأساسي والأكثر أهمية لتحقيق الإنجاز في وقت قصير، أو – على العكس – عدم إنجاز أي شيء.
قد يكون لديك متسع من الوقت تمضيه مع زملائك أو موظفيك، لكن الوقت الذي يُتاح لك أن تمضيه مع الخبراء والقادة يكون محدودًا للغاية، ويحدث في مناسبات نادرة. فمثل هذه اللقاءات تختصر عليك المسافة في الوصول إلى أهدافك، وإثبات نفسك. لذلك، عليك دائمًا الاستعداد مسبقًا للحصول على نتائج أفضل. ولهذا، يجب عليك التفكير والإعداد الجيد لهذه اللقاءات، ولِما ستقوله أثناء الحديث معهم، مع توجيه الأسئلة، والتركيز على ما لا تعرفه. حدّد هدفك في اغتنام الوقت لحل المشكلات التي تواجهها أثناء اللقاء، حتى تحصل على إجابات وافية، تُسهم في تسريع عملية الإنجاز، والتحفيز، وتُنمّي التفكير الجيد الإيجابي الذي يساعدك على الظهور بمظهر أكثر إيجابية أمام القائد أو الخبير الذي أُتيحت لك فرصة اللقاء به.لا ترتجل الحديث مع من تتحدث اليهم ؛ لأن الحديث المرتجل قد ينجح مرة واحدة فقط، فالمستمعون إليك في المرة الأولى قد لا يلاحظون ذلك، ولكن إذا حاولت تكرار ذلك في المرات القادمة مرارًا، فقد تفقد مصداقيتك، ويكشفك المستمعون، لأن كلماتك ستبدو متشابهة مع لقاءات سابقة، مما يُظهر ضحالتك المهنية. وإذا لم تقم بإدارة عملك والتحضير له مسبقًا، فسينكشف أمرك في النهاية. كنتُ في جولة مع أحد أصحاب القيادة والخبرة، وكنا في جلسة عشاء رائعة، ودخلنا في نقاش ذي فائدة عظيمة. كان أحد الحاضرين يتحدث عن فائدة الوقت، فقال في حديثه: إن الكاتب فيكتور هوغو قال: رغم أن الحياة قصيرة بالفعل، إلا أننا نزيدها قِصرًا بإهدار الوقت."
في الحقيقة، شعرت بعمق الكلمات وقيمتها في الحياة، لأنه قال أيضًا: هناك من الناس من يريدون نتائج، وشعارهم: لا تهمني الولادة، ولكن أرِني الوليد."